إبراهيم الدهيش
- كنت واحداً ممن كانوا يأملون ويعولون كثيرا على مجهودات رئيس النصر سعود السويلم، لما عُرف عنه وفيه من حكمة ورقي ووعي في إحداث تغيير في الثقافة النصراوية القائمة منذ أمد على الضجيج من باب (خذوهم بالصوت)، وعلى مماحكات خارج الملعب وأساليب الإسقاط بنفس حجم التغيير الذي طال كل مفاصل النادي، خاصة ونحن نعيش زمن تعددت فيه المصادر وتنوعت منصات الإعلام!
- إلا أن اللافت في مطالبات وتحفظات الجانب النصراوي سواء منه الرسمي أو الإعلامي فيما يتعلق على سبيل المثال بالإخراج التلفزيوني أو أرضية استاد الأمير فيصل بن فهد وتقنية الفيديو المساعد (var) أنها لم تخلُ من التلميح والهمز والإسقاط، وفق سيناريو وزعت فيه الأدوار وحددت من خلاله المسؤوليات على كافة المنابر المقروءة منها والمسموعة والمشاهدة؛ بغرض التشكيك والإسقاط على الآخرين مما يؤكد أنها ثقافة (حصرية) وحالة خاصة أعادتنا للمربع الأول لا علاقة لها بأوضاع النادي كما كان يحدث في السابق، حيث يعيش هذا الموسم (اللهم لا حسد) أوضاعاً مستقرة سواء على المستوى الإداري أو العناصري أو الفني!
- فالإدارة وبدعم من معالي المستشار قامت وتقوم بأعمال لا يمكن لمنصف أن يتجاوزها أو يتجاهلها إن على مستوى التنظيم الإداري أو الاستثماري أو الاستقطابات العناصرية.
- وعناصر الفريق الأجنبية تعد الأبرز والأكثر تأثيرا في صناعة الفرق، بل أعتبرها شخصيا أفضل (توليفة) تمثل النصر منذ سنوات وان كان الحكم لا زال باكرا والفريق كله على بعضه يؤدي أداء متصاعدا.
- والجهاز الفني رغم قلق وتحفظ الأسطورة النصراوية النجم ماجد عبد الله كرأي شخصي صادر من خبير متمرس يجب احترامه، إلا أن أموره (لحد) الآن (ماشية)!!
- لا أحد ينكر على النصر مطالبته بحقوقه كحق مشروع حاله كحال الآخرين طالما يتم ذلك من خلال طرح عقلاني وخطاب متزن يحترم ولا يصادر حقوق الآخرين ولا يتعارض ولا يتقاطع مع المصلحة العامة!
- وبقدر ما نعتب على النصر نلوم الاتحاد السعودي لكرة القدم - الذي أعلن ذات بيان أنه لا يتأثر بالحملات الإعلامية ولا يلتفت لها - في اتخاذه بعض القرارات التي تدور حولها وفيها شبهة (المجاملة) وغض الطرف من تلك التي تحدث كثيرا من البلبلة، وتعطي الفرصة للانتهازيين من هواة التأويل والتأجيج مثلما حصل في إشكالية الهدف النصراوي الملغى أمام التعاون، وما أعقبه من بيان ركيك مرتجف أثبت براءة الحكمين وعاقبهما في نفس الوقت بعدم الاستعانة بهما لاحقا! في حين أغفل جانبا مهما في القضية لا زال يثير علامات الاستفهام بطول وعرض المدرج الرياضي ألا وهو: من قام بالتصوير وكيف ولماذا؟!!
- على أية حال سنظل نتطلع لأن يكون موسما استثنائيا تنحصر فيه المنافسة والإثارة داخل الملعب وليس خارجه، نودع فيه ثقافة الضجيج ونقرأ على فكر المؤامرة الفاتحة!!
- وفي النهاية أقول: حتى لو لم تكن تقنية الفيديو المساعد إلزامية نظاما - وهي في طريقها لذلك - تظل لغة تحكيمية جديدة حضارية أوجدت لتقضي على كثير من الحالات الجدلية طبقت في كأس العالم بروسيا والآن في ايطاليا وانجلترا وستطبق في البطولات الأوروبية وكأس الأمم الآسيوية في الامارات، وهنا يجب ألا تثنينا تلك الزوابع المعروف أهدافها سلفا وألا نلقي بالاً لتلك الحملات المنظمة، بهدف إيقاف العمل بها من الاستفادة من هذه التقنية لنضمن عدالة المنافسة وحفظ الحقوق!!... وسلامتكم.