عبد العزيز الصقعبي
قبل الحديث عن مويان والتلفزيون تحديداً، لا بد أن الجميع يتفق معي بأن الثقافة في الإعلام بصورة عامة تكون هي الحلقة الأضعف، أذكر عندما كنت محررًا ثقافياً، و كانت تأتي مجموعة من الإعلانات أو التغطيات الإخبارية، أول صفحة تلغى هي الصفحة الثقافية ليحل محلها الإعلان أو التغطية الإخبارية، لذا لا نستغرب عندما قررت الهيئة إنشاء قناة جديدة أن يستغنوا مباشرة عن القناة الثقافية، على الرغم من أن بإمكانهم فتح قناة جديدة بدلاً من الاقتصادية التي ألغيت، أو تطوير قناة السعودية، التي أصبحت مع القناة الجديدة أشبه بقنوات عرض بعد ساعتين (+2) بمعنى المسلسلات وربما البرامج التي تعرضها الأولى تعرضها الثانية في وقت لاحق. ما علاقة مويان بالموضوع، قبل ذلك يجب أن نعرف أن مويان روائي صيني حائز على جائزة نوبل للآداب عام 2012م، من أعماله « الذرة الرفيعة الحمراء» و»أرجوحة القلب الأبيض» وغيرها.
ضمن سلسلة الجوائز التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، صدر لمويان رواية «الصبي سارق الفجل»، ترجمة د. حسانين فهمي حسين وتقديم د. محسن فرجاني، الكتاب اشتمل إضافة إلى الرواية على تقديم للدكتور فرجاني، وحوار مطول أجراه المترجم د. حسانين فهمي مع مويان بمسقط رأسه بمدينة قاومي برعاية القناة الثقافية السعودية في 14/ 11/ 2012م، وقد استهل الحوار بالتالي «حسانين: الكاتب والروائي العالمي مويان، بداية يسعدني أن ألتقي بسيادتكم بعد فوزكم بجائزة نوبل للآداب عام 2012م في مسقط رأسكم في مدينة قاومي وفي منزلكم. فاسمحوا لي أن أتقدم لكم بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن جمهور القراء العرب وعن محطة القناة الثقافية بتلفزيون المملكة العربية السعودية، أن أتقدم إليكم بالتهنئة بمناسبة حصولكم على جائزة نوبل للآداب هذا العام 2012م.
مويان: شكراً لكم أيها الصديق العربي الذي جاء إلى مدينتنا من المنطقة العربية قاطعاً الأميال الطويلة، وشكراً لجمهور القراء ولمحطة التلفزيون السعودي.» وقد كان حوارًا ممتعاً في 30 صفحة تقريباً تحدث فيه عن تجربته الإبداعية والأدب في العالم وتحديداً في اليابان.
ربما القناة الثقافية عرضت هذا اللقاء ذات يوم، ولكن لا أتذكر أنه عرض، القضية ليست هنا، بل تصوري أن كل الحوارات ومن ضمنها هذا الحوار، وأنا أذكر أن الأستاذ عبد العزيز العيد حيما كان مشرفاً على الثقافية أجرى حوارات عدة مع مجموعة من الأدباء والمفكرين العرب، كل ذلك مع بقية البرامج وضعت في كراتين وأدخلت المستودعات، وأتمنى ألا تتلف، لأن توجه الهيئة وفق متابعتي المحدودة للتلفزيون السعودي بقناتيه، أقول التوجه للدراما العربية وبرامج الطبخ والمسابقات، وللأسف توقعنا أن تتضح هوية التلفزيون السعودي، ولكن أصبحت شبيهة بقنوات الدراما العربية. وكأن المشاهد لا يتابع إلا المسلسلات المصرية والرياضة، وهنا أستغرب وجود برامج رياضية في القناتين، على الرغم من وجود أكثر من قناة رياضية، أنا هنا لا أطالب بعودة القناة الثقافية، ولكن أتمنى لو تهدى أو تباع تلك البرامج الثقافية والحوارات للقنوات الثقافية العربية مثل عُمان الثقافية والنيل الثقافية، لأن هنالك أقلية تتابع الثقافة ويهمها الإبداع، فمتى سنشاهد حوار الروائي الصيني مويان والذي رعته القناة الثقافية السعودية قبل عدة سنوات، هل أعيد سؤالي وأقول أين مويان؟.