د. صالح بن سعد اللحيدان
هذا هو ملحق ما سلف من القول حيال هذه الكلمة (أبصر)، أطرد في ذكرها. وهذا من لوازم القول تجاهها، ولا مندوحة من الطرح على نهجٍ لعله جديد في بابه. من هذا أقول: الإبصار إنما هو في أصله رؤية القلب؛ ولهذا جاء في المنزل الكريم {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}. وقد كان الموهوبون من القضاة قديماً يجعلون النظر لمن أمامهم قرينة توحي بشيء ما ما لم يكن المقابل ذا علة نفسية.
ولعل أهم العيون تلك التي جزم بها علماء الأعضاء الوظيفي التحليلي هي العيون الواثقة. قلت: وهذا مقارب ما لم تكن العيون منطلقة من العظامية؛ فهذه العيون إنما هي عيون زائفة؛ ولهذا يكون صاحب هذه العيون يرى نفسه أنه كل شيء، كما أنه يتسم بروح العجلة.
وقد حفلت الدراسات العلمية القضائية والدراسات العلمية المتخصصة بمثل (قل لي كيف عشت أقل لك من أنت)، (قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت)، (قل لي من تصاحب أقل لك من أنت)، (قل لي ماذا تريد أقل لك من أنت).
وكل هذه وما في معناها تدل على أن التربية المبكرة لها دور جيد في تكوين الشخصية؛ ولهذا جاء في الصحيح «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»؛ ذلك أن صاحب الشخص يكون له تأثير على صاحبه؛ ولهذا لما توفي هارون صلى الله عليه وسلم صاحب يوشع بن نون موسى صلى الله عليه وسلم، وحين لحق موسى بالرفيق الأعلى اختار الله جل وعلا يوع بن نون نبياً لما اتصف به من كمال العقل وعظمة العدل وقوة النزاهة وشدة التواضع، كما هي حال موسى وهارون عليهما السلام.
وقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم آنفاً «المرء على دين خليله» فهذا النص يعتبر حكمة باقية في أساسيات الصحبة والمجاورة والزواج.. وقس على ذلك دون نكير.
ولعل تحسين الغرائز لا تعديلها هذا ممكن بضابط الصدق والجد وشدة التنبه الإرادي.
ولعل أهم شيء يمكن قوله هنا: طرح الحسد والحقد والكراهية.
وتراني أركز على هذه الثلاث؛ لأنها من السوء بمكان مكين، ولا ينبئك مثل خبير.
ولعل في نظر وتدبر كتاب الشمائل المحمدية للترمذي ما يعطي المطالع شيئًا وافرًا من حظ جليل، يستفيد منه ويفيد.