د. حسن بن فهد الهويمل
الوفاء سمة الأوفياء؛ وبلد يكرم رموزه إنما يؤكد أصالته وعراقته وقيمه، ولا يعرف الفضل لذويه إلا ذوو الفضل، وكم في مشاهدنا من الكفاءات في مختلف التخصصات، وحق كل متميز أن ينال حقه من التكريم والإشادة.
الأستاذ الدكتور محمد الربيع كفاءة أدبية وإدارية سخر كافة إمكاناته لخدمة الأدب: إحياء، ودراسة.
أسهم في تحقيق التراث ودعم المعاصرة، وحفظه للتوازن مكن له في المشهد بحيث أصبح حكمًا عدلًا تطمئن إليه النفوس؛ وتهوي إليه الأفئدة.
لقد برع في تجسير الفجوات بين الأدب السعودي وكافة الآداب العربية من خلال تواصله مع المحافل الأدبية في العالم العربي وعضويته في المجمع اللغوي وإسهامه في مناقشة الرسائل العلمية في الوطن العربي.
لم يأسره (المنهج التاريخي) وإن أطال المكث فيه؛ ولم تستفزه المناهج الحديثة وإن ألم بها.
كان ولما يزل وسطيًا متوازنا، كل فئة تظنه صوتها الندي، وماهو كذلك.
لقد مكن له عمله الرسمي من الحضور الفاعل في كل المحافل وحضوره تجاوز الرسميات الإدارية إلى التفاعل الإيجابي.
لقد شكل لنفسه مكانة تجاوزت الرسميات بحيث كان همه الفعل الثقافي لا العمل (الروتيني).
اهتم باللغة العربية نافح عنها وكرس حضورها ونقب عن (الأدب المهجري الشرقي) بطابعه الإسلامي في إزاء (الأدب المهجري الغربي) بطابعه النصراني.
لقد اشتركت عدة مؤسسات أدبية في تكريمه وتلك ظاهرة إيجابية تمكن كافة الباحثين من تناول إسهاماته بالدرس والتقويم.
إنها تظاهرة ثقافية تمتاز بها مؤسساتنا الثقافية وصالوناتنا الأدبية.
فمزيدًا من التألق والوفاء.