محمد عبد الرزاق القشعمي
في ذكرى اليوم الوطني (88) المبارك يحسن للمرء أن يعود إلى بعض الكتب التاريخية التي تزخر بها المكتبة والتي تحوي الكثير من الأخبار والوقائع التي لا بد من استعادتها لتبقى في الذاكرة ولتذكر أجيالنا اللاحقة بهذه الأحداث وبالشخصيات التي ساهمت في إرساء قواعد وأركان هذا الوطن بقيادة الملك المؤسس ورجاله المخلصين.، ونذكر من بينهم عبدالله بن محمد الفوزان الذي غادر بلدته (عنيزة) في شبابه المبكر ليحل مكان والده - بعد أن كبر - في أعماله التجارية ووصل إلى أن أصبح وكيل الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - رحمهم الله - في الهند ولم ينل هذه الثقة إلا بعد أن أثبت جدارته ومكانته بين التجار البارزين من أبناء الجزيرة العربية.، وقد أطلق عليه اسم شيخ تجار الهند.
الذي لفت نظري ووقفت عنده أن الشيخ حمد الجاسر عند رثائه لصديقه الشيخ حسين بن محمد آل سليمان الذي زامله في المعهد السعودي في مكة المكرمة عام 1350هـ - 1931م.، بعد مقتله بالهند عام 1389هـ - 1969م - في الجزء الأول من السنة الرابعة من مجلة العرب الصادرة في شهر رجب 1389هـ. أكتوبر 1969م - قائلاً عن صديقه حسين آل سليمان : (.. وممن قويت به صلته هناك عين أعيان التجار العرب، الثري الكريم الشيخ عبدالله آل فوزان الدوسري القحطاني.، من أهل ثادق من إقليم المحمل بنجد، وهذا الرجل الشهم كان ذا أيادي بيضاء على بلاده.، وذا صلة بالمغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود.. ).
المهم في الموضوع ذكر أن الفوزان من أهالي ثادق بينما جميع المؤرخين يذكرون أنه من عنيزة.، وحتى لا يقال إنه قد يكون تشابهاً بالأسماء فقد أردف الشيخ حمد قائلاً: (.. ثم لا ننسى ابنه الشهم المفضال الشيخ يوسف الفوزان الذي تقلب في وظائف الخارجية آخرها وظيفته الآن حيث أصبح سفيراً لبلادنا في لندن.. ) ص90.
اتصلت بالصديق الدكتور عبدالرحمن الشبيلي مستفسراً بحكم أنه الذي انتقى ورتب بعض مقالات الشيخ حمد الجاسر والتي سبق أن نشرت في مناسبات مختلفة ببعض الصحف والمجلات.، ومن ضمنها المقال المشار إليه. الذي ضمها كتاب (حمد الجاسر : دراسات وبحوث في تاريخ الملك عبدالعزيز) نشرها مركز حمد الجاسر الثقافي عام 1438هـ. ص266 أجابني الدكتور الشبيلي بأنه لم يرد التدخل فيما كتبه الجاسر من باب احترام الرجل ومن مقتضيات الأمانة العلمية ولكونه من أبناء عنيزة ترك هذا الموضوع لغيره حتى لا يتهم بالتعصب لمسقط رأسه.، وعزز ذلك بقوله إن الفوزان خال السفير محمد الحمد الشبيلي - أبو سليمان -.
عدت لما كتبه الشيخ محمد الناصر العبودي في (معجم أسر عنيزة) ج12، عن أسرة الفوزان نقلاً عما كتبه الأستاذ طارق بن علي الفوزان حفيد عبدالله الفوزان والمقيم حالياً بالكويت قائلاً بعد أن ذكر أن الفوزان في وادي الدواسر.. وأن أسرة الفوزان هذه في جلاجل انتقلوا بعد ذلك إلى عنيزة في القصيم.. (وعبدالله بن محمد الفوزان 1860-1960م ولد في عنيزة وفيها نشأ ثم غادر إلى الهند وهو في السابعة عشرة بصحبة والده في رحلاته التجارية بين نجد والعراق والهند، استقر في الهند ليتيح لوالده الاستقرار ومتابعة أعماله في نجد.. ) ص347.
وسبق أن ذكر الشيخ العبودي أن والده محمد الفوزان. (.. سكن في عنيزة وبيته كان في المجلس.، وحسب علمي جرى تثمينه وكان الشيخ محمد المنصور مسؤولاً عنه لكون الإرث يشترك به مع الفوزان الشبيلي حيث أن الفوزان أخوال حمد الشبيلي.. ) ص346.
وقد صدر لي كتاب (معتمدو الملك عبدالعزيز ووكلاؤه في الخارج) والذي فاز بجائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية لعام 1427هـ - 2006م.، أوردت به ترجمة وافية عن عبدالله الفوزان بصفته وكيلاً للملك عبدالعزيز في الهند.، وقد ذكرت أنه من أهالي عنيزة رغم أنه عاش بالهند حتى وفاته - رحمه الله -.
اقول هذا بمناسبة هذه الذكرى العزيزة وهي اليوم الوطني فلعل من يهمه الأمر من المطلعين إضافة ما يفيد حول الموضوع وفك الاشتباك بين ثادق وعنيزة.