ترجمة: حمد الدريهم
في الثمانينات حققت مبيعات ألبومه (Thriller) الرقم القياسي في تاريخ الموسيقى بحسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وفي التسعينات بلغ أوج شهرته في أصقاع الأرض حتى إذا ذُكرت الولايات المتحدة الأمريكية في أي مكان في العالم فإنه يحضر بصورة مباشرة في ذهن المتلقي الجماهيريّ حتى أصبح أنموذجاً يستحق الإمعان لعلاقة سلوك الجماهير برمز جماهيري عابر للقارات؛ لاسيما بعد جولاته الموسيقية الثلاث التي طافت مدناً عديدة حول العالم. سولين لوري الفتاة الهائمة بمايكل جاكسون تروي في هذه المقابلة تفاصيل خلفية لحظة صعودها إلى المسرح في جولة ميونيخ عام 1997م، أردت نقلها إلى العربية في محاولة لفهمِ هوسِ الجماهير اللحظي من الداخل:
في كل جولة موسيقية لمايكل جاكسون، يتمُّ اختيار فتاة لتصعد إلى مسرح ملك البوب. ( بلاك آند وايت ) التقت بالفتاة التي رقصت وظهرت مع مايكل أثناء تأديته لأغنية: ( أنت لست وحيدا ) في التسجيل التلفزيوني لحفلة ميونيخ عام 1997م. اسمها ( سولين )، تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما.. هذا لا يحدث إلا لقلة، فإليكم الدليل:
* منذ متى و أنتِ من معجبي مايكل؟
- منذ 16 سبتمبر 1992م، عندما رأيتُ مايكل لأول مرة في حفلة تولوز بفرنسا، والديّ أخذاني ؛ لكي أرى تلك الجولة الموسيقية الخطرة.
* هل اضطررتِ للانتظار حتى جولة التاريخ؛ كي تري مايكل مرة أخرى؟
- نعم، لكنني لم أنتظر حتى عودته إلى فرنسا. في سبتمبر عام 1996م ذهبتُ إلى حفلته في سرقسطة بأسبانيا، ثم رأيته مرتين في باريس و ميونيخ و لندن و بلد الوليد.
* ما طبيعة المكان الذي أخذته في تلكم الحفلات؟
- في سرقسطة كنتُ من بين كلّ المعجبين ؛ لكن منذ حفلة باريس الثانية انتبهتُ كي آخذ مكاناً في المقدمة. استيقظتُ في وقتٍ مبكرٍ جدا، انتظرتُ في الصفّ طوال النهار إلى أن اُفتِتحت البوابات ثم ركضت إلى أقرب مكان في المقدمة.
* أخبريني كيف حدث اختياركِ من قبل مايكل؟
- بدأ كل شيء في التاسع والعشرين من يونيو، في حفلة مايكل الثانية بباريس، وقفتُ يسار المسرح مع أفضل صديقاتي ومع أحد الأصدقاء. قبيل بداية العرض بمدة قصيرة، بدأتُ بتجنّبِ حراس الأمن حتى أتمكن من الصعود إلى المسرح أثناء أداء مايكل لأغنيته (أنت لست وحيداً)؛ لكنني شعرت بأنهم لم يفهموا تماماً طلبي. في ذلك الوقت لم أكن على علم بأنها ليست من مسؤولياتهم ؛ بالرغم من ذلك استمررتُ بالصراخ، كنا منغمسين بابتهاج في صخب الحفلة، إلى أن انتبه لنا مُصور مايكل و بدأ بتصويرنا. لقد سمعتُ بأن الفتاة التي اُختيرت في يوم 27 يونيو، صُورت أولا بواسطة مصور مايكل وصعدت على المسرح في وقت لاحق لعناقه، منذ تلك اللحظة بدا لي أن ما جرى مع تلك الفتاة يشبه ما جرى معي تماما، أصبحت أكثر توتراً.
بعد دقائق منذ بداية أغنية (أنت لست وحيداً)، المصور اقترب و صوّرنا أثناء المقدمة كاملة.
أنتوني مساعد مايكل اقترب إلى المصور وتبادلا بعض الكلمات، ثم فجأة سارَ نحونا ليقترب منّا أكثر. أفضل صديقاتي خرجت من الحشد، هي التي اُختيرت. كان أمراً مستفزّاً! أنا انهرتُ تماماً و بكيتُ بقية الحفلة. المصور عاد بانتظام ليصورني. أخيراً أخذ بيدي وأخبرني بأنه ينبغي علي أن أحضر إحدى حفلات مايكل القادمة و سيحاول أن يفعل شيئا ما لأجلي.
* لذلك لم يكن لديك أي خيار سوى حضور الجولة في أي مكان أُقيمت فيه؟
- كنت قد خططتُ طوال الوقت ؛ لهذا السبب ذهبت إلى ميونيخ. في الطريق التقيتُ بالمعجبين الذين تيقنوا بأن حفلتي ميونخ ستُصوّرا. في حفلة ميونيخ الأولى أنا وأصدقائي استيقظنا عند التاسعة صباحاً، لذا أخذنا مكاناً مناسباً أمام بوابات الإستاد ثم بعدها ركضنا لمسافة قصيرة، رتّبنا لأخذ مكان يسار جهة المسرح.
عندما وصل مصور مايكل جاء إلينا وحيّانا. لاحقاً عندما بدأت الحفلة جاء إليّ مراراً ليُصوّرني. أصدقائي استمروا بتشجيعي لفكرة أنني سأكون الفتاة المُختارة هذه المرة. أغنية (أنت لست وحيداً) بدأت ورأيت أنتوني يسيرُ نحو فتاة تقفُ على بضعة أمتار مني، ثُمّ تبِعَتهُ إلى المسرح.. فقدت الأمل!
في نهاية الأغنية، المُصوّرُ أتى إليّ وقال: «لا تقلقي، ستصعدين على المسرح أيضاً وسترقصين مع مايكل»
* الحفلة الثانية بميونيخ أُقيمت بعد يومين في السادس من يوليو..؟
- وصلنا إلى الإستاد عند العاشرة صباحاً. الانتظار كان مربكا. أصبحتُ أكثر توتراً عن ذي قبل؛ لأنني أردت مكاناً متقدماً جداً في اليسار مهما كان الثمن؛ لحسنِ الحظ أخذتُ المكان. في بداية الحفلة صادفتُ المصور مرة أخرى، سارَ إلي و صوّرني. عندما بدأت أغنية (أنت لست وحيداً) بدأتُ بالصراخ.
المعجبون أحاطوا بي، ظنوا بأنني سأجن؛ لأن مايكل لم يكن على المسرح حتى الآن. فجأة ظهر أنتوني وأخذني خارج الحشد.
* كيف تفاعلتِ مع تلك اللحظة؟
- لم أفكر بأي شيء.. ساقيّ كانتا ترتجفان وأنا أركض، كانت هناك فكرة واحدة في رأسي: «أن آخذ مايكل بين ذراعيّ «. لم أفكر بأي شيء آخر بعد ذلك.. ركضتُ إلى الدرج لأصعد إلى المسرح. لا أتذكر أية تفاصيل. كان رائعاً، استمتعتُ بكامل اللحظة.
* بماذا كنتِ تفكرين عندما أخذكِ بين ذراعيه؟
- كنت سعيدة وأتحرك في كل مكان.. كنت أُفكّرُ بأنني ملقاة بين ذراعيه. كل شيء آخر كان سريالياً.. حاولتُ تقبيلهُ وأن أخبره بالفرنسية: بأنني أُحبُّه. لا أعتقد بأنه فهمني! ومع ذلك كان شيئاً ما لا يصدق بأن أسمع صوته قرب أذني.
* ثم ماذا؟
- رقصنا..كنتُ ثائرة.. لم أرد أن أنفك عنه والإحساس بجسده.. أخذتُ يده، قبّلتُ وجنتيه و تمعنتُ في عينيه. عندما كنتُ بين ذراعيه قلت لنفسي: لا بد أن أفعل شيئاً مميزاً؛ لذا جثوت على ركبتيّ قبله، لم أفكر بهذا.
* أتعنين بأنك لم تخططي لهذا من قبل؟
- لا..ليس هذا ما أعنيه مطلقاً! بإمكانك أن تخطط كما تُحب ؛ لكن لحظة الحدث ستنسى كل شيء خططته؛ لهذا جثوت قبله حتى إنني أمسكت بساقيه، كما شاهدت في الفيديو، مايكل بدا متفاجئاً جداً وكاد أن يقع، لم أنتبه لهذا مطلقاً!
* من الذي أعطاكِ دمية الدب التي كانت بيدك و شاهدناها في الفيديو؟
- إنها تعويذة، في ذلك الوقت أخذتها إلى الحفلة لأول مرة. كانت معي الدمية أيضاً عندما رأيتُ مايكل لأول مرة في ديزني لاند. أنا أردت أن أمنحها لمايكل على المسرح؛ لكن لم تطرِ على بالي لحظة الحدث.
* بعد ذلك (واين) الحارس الشخصي لمايكل أتى..؟
- قاومتُهُ بشراسة! لم أُدرِك تماماً ما كنتُ أفعلهُ حتى أن واين آذاني، بعد أيام من الحفلة أصابتني كدمة في الورك.
واين أخذني إلى أجنحة خلف الكواليس ثم اصطحبني أنتوني إلى المسرح مرة أخرى. كنتُ أبكي؛ لأنني كنت مرهقة جداً، لم أستطع المشي لذا كان لا بد أن أُحمل. لم أكن هناك ومصوري مايكل صوّروا كل هذا. بعد ذلك عدت إلى أصدقائي مع الجمهور. في تلك اللحظة أدركتُ أن رائحة مايكل عالقة في قميصي وبدُميتي. الرائحة كانت آسرة جداً! كل المعجبين ركضوا نحوي، كنت في غاية السعادة.
* لاحقاً بعد أشهر، الحفلة عُرِضت على التلفاز..؟
- الحفلة عُرضت أولاً على التلفزيون الألماني. إحدى صديقاتي شاهدت التسجيل التلفزيوني للحفلة، لسوء الحظ لم أتمكن من الذهاب إلى منزلها ذلك اليوم، لكنني طلبتُ منها أن تهاتفني. لأنني لم أحتمل انتظار المكالمة، اتصلتُ بها فأجابني والدها وأخبرني بأن جولي كانت جالسة أمام التلفاز تبكي؛ لأنها شاهدتني مع مايكل ثم بكيتُ أيضاً. لم أجرؤ أن أتخيل تلك اللحظة، كنتُ سعيدة جداً.. الحلمُ أصبحَ حقيقة.
* بمَ تحلمين الآن؟
- تلك اللحظة مع مايكل كانت أجمل لحظة في حياتي؛ لكن لا يزال أحد أحلامي بأن ألتقي مايكل شخصياً في مكان خاص. أود أن أقول: كنت دائما واحدة من بين أولئك المعجبات الذين يريدون لقاء مايكل مهما كان الثمن؛ لهذا كنتُ أقرأُ بلهفة: «هذا لا يحدثُ إلا لقلة». اليوم تراني في أعلى هذه الصفحة من المقابلة. أنا مقتنعة بأنه مع قليل من الإيمان و النية الحسنة يمكن أن تجعل أحلامك حقيقة.
رسالتي إلى مايكل:
«مايكل عندما كنتُ بين ذراعيك في السادس من يوليو عام 1997م بميونيخ، كانت أجمل لحظة في حياتي، شكرا لتلك الرقصة الساحرة، أُحبك من أعماق قلبي.. لستَ وحيدا»
المصدر:
Black الجزيرة White Magazine
No. 23; 1998; pp. 18, 19
Captain Eo Production