وتساقطت مثل وريقات الخريف على بساط التعب..
ما عادت تستطيع لملمة عشبها الأصفر..
كل شيء بدا متهالكاً إلا من زرقة فوق السطح تختلس إليها النظر كلما أو قد تشمعه ليلها..
والمرايا المحدبة تقتلها.. تشعر معها بالبؤس والزمن الشريد..
لذا تتحاشها وتفر منها لقصائد الجنون.. ثم ترمق بطرفها الحزين نحو حشائش الليل فتجد اللهيب قد أكل نصفها..
وأذوى رونقها..
وأدركت عندها أن الليل لا يرحم..
والحزن لا يرحم..
والذكريات لا ترحم..
فكان الوثوب.. وحمل حقائب السفر إلى مدن لا حزن فيها ولا خراب كمدن الطفولة في السنين الغابرة..
حيث الغدران.. وطيور الجنان ترقص على أغاني الفجر البريء.. وترفف على أيقونة الشمس المستنيرة..
وضحكات الطفولة تلعب بحقول الحياة.. والقصائد تمسك بضفائر البهاء..
** **
- د. أمل العميري