علي الخزيم
نكون سعداء جذلين ونحن نعايش الفرح مع فعاليات الاحتفاء بذكرى يومنا الوطني المجيد، أو أي عيد ومناسبة وطنية، وأرى أن ثَمَّت ما يلزم الانتباه له وعدم إهماله تحت أي مبرر، وإليكم أمثلة مختصرة:
- حينما نحتفل يجب أن لا ننسى أبطالنا المرابطين الصامدين على حدود وثغور الوطن، فهم الذين يحموننا - بعون الله - ونحن نستمتع بألوان البهجة والمرح، فلا أقل من دعاء صادق من قلوب نقية لهم بالنصر المؤزر والعودة لصغارهم وأزواجهم وذويهم سالمين.
- حينما نحتفل يجب أن لا تغيب عن نواظرنا صور الأرامل والأيتام والمساكين الذين يتمنون لو استطاعوا توفير جزء من قيمة مصاريف الفرح لإسعاد صغار تتفطر قلوبهم بانتظار لعبة تُهدى لهم أو أجرة أرجوحة أو (نطيطة وزحليقة) يستمتعون بها كغيرهم من الصغار بمحل ألعاب للأطفال.
- حينما تمارسون الفرح المشروع مع أطفالكم؛ تحسسوا جواركم فلعل يتيماً أو مريضاً أو أرملة تتوجع مشاعرهم ألماً وحسرة على أمل المبيت على فراش وثير، أو لقمة سائغة كما تأكلون وتعرضون على أجهزتكم، أو حلوى ومرطبات تَبُل ريق صغارهم بعد طول انتظار ويأس أن تدخل بيوتهم بيد أب شهيد أو عم مشلول أو جد عاجز.
- قبيل استهلال سويعات الفرح والاحتفالية اتجهوا إلى مرضاكم بالمستشفيات من حولكم؛ أسعدوهم بكلمة لطيفة ودعوة طاهرة وطُرفة خفيفة، قولوا لهم صراحةً: إننا نحتفل وأنتم جزء من حفلنا؛ نحن أنتم ولا يكمل الفرح بدون صوركم الجميلة، وابتساماتكم الرقيقة تبعث بجوانحنا الأمل، ثم ألقوا - ما أمكن - التحية على المرضى المجاورين وأسعدوهم بإطلالة تزرع الأمل بنفوسهم.
- ما أجمل أن نستقطع جزءًا من تكاليف احتفاليتنا قبل الموعد بأيام، ونضمها لما عند إخواننا وأصدقائنا ومن يرغب من الجيران، ثم نكون قد حددنا الأسر المستحقة المحتاجة لنوزعها بينهم، إمَّا نقوداً أو مواد عينية تفرح الصغار والأمهات، سيدعون لكم دعوات لا تحلمون بها؛ لأنها ستصدر بلحظات مُلهمة ومن قلوب كادت أن تغفو على ألمها، فأيقظتم بها فرحاً أنار ظلامها ألقاً.
- أعطر التحيات لأولئك النسوة اللائي يُقدمن الحلوى والبالونات والألعاب الخفيفة البسيطة للأطفال المرافقين للزوار بالمستشفيات أيام الاحتفالات الوطنية والأعياد ونحوها، كل الدعوات بأن يفرج الله همهن ويسعدهن وذرياتهن، من أفرح قلباً سيجلو الله سبحانه عن فؤاده كل هم وغم.
- ما أرق مشاعر تلك الفتيات اللاتي يتوقفن عند ملاعب الأطفال بالحدائق العامة أيام الاحتفالات الوطنية وبالأعياد ليقدمن للصغار أصنافاً مختارة نافعة من الحلوى والألعاب البسيطة من حسابهن الخاص؛ طلباً للأجر والثواب لقاء ما يلمسنه من جرعات السرور والمرح بأنفس وقلوب أحبابنا الصغار، هذا مؤكد أن فتيات مواطنات صالحات يقمن بهذه الأعمال التطوعية الجليلة، ينشرن بها الفرح، أفرح الله قلوبهن بما يرضيه سبحانه ويسعدهن كما يأملن.
- حينما نحتفل: نؤمن أن صدق المواطنة وعمق الإيمان لا يقتصر على أعمال تقليدية محددة، فلنبني مجتمعاً راقياً متحضراً.