موضي الزهراني
أشكر وزارة التعليم على قرارها الإنساني والواعي مؤخراً، عندما تداركت أهمية احتواء الوضع السلوكي للبيئة المدرسية باختلاف مراحلها التعليمية وخصائصها العمرية، وذلك بعد اعتمادها إضافة مؤهل «أخصائي نفسي» للحاصلين على التدريب من الجامعة في المسار الإرشادي لفصل دراسي في مدارس التعليم العام ضمن الوظائف التعليمية وإن جاء هذا متأخراً جداً مقارنة بالدول الأخرى! ولكن يُعدّ التنسيق مع وزارة الخدمة المدنية لتوظيف خريجي الجامعات والمتخصصين في المسار النفسي الإرشادي والذي هو أحد فروع علم النفس ويهتم بمساعدة الأفراد على معالجة مشكلاتهم، أو الوقاية من المشكلات المتوقعة إنجاز عظيم للمراحل التعليمية المتقدمة خاصة أن واقع مدارسنا الحالي مع التغيرات الحياتية والضغوط الاقتصادية، والتحول الواضح في الاهتمامات الأُسرية والعادات الاجتماعية، يفرض أهمية إدراج هذا المسمى الوظيفي «أخصائي نفسي» ضمن الوظائف التعليمية الرئيسيّة، لأنه لايقل عالمياً عن مستوى الكثير من الوظائف الإنسانية! ولكن أتمنى أن تكون بدايات انطلاقته منذ المراحل التعليمية المبكرة وذلك لاكتشاف مشكلات النمو التي تواجه الطلاب منذ بداية التحاقهم بالتعليم، والعمل على الجانب الوقائي مع المعلمات والأهالي مبكراً حتى نعالج التأخر في اكتشاف تلك المشكلات السلوكية والنفسية التي قد يعاني منها طفل منذ مرحلة الروضة وتستمر معه حتى المراحل المتقدمة ولا يتم اكتشافها إلا مع دخوله «مرحلة المراهقة» والتي تعتبر من أكثر المراحل العمرية خطورة وحساسية! فالطاقم التعليمي والإداري في المدارس عليه من المسؤوليات مايكفيه خلال اليوم الدراسي، وبحاجة لمساندين لمهنتهم ومختصين في المجال السلوكي من أجل احتواء الكثير من المشكلات السلوكية، والتقلبات المزاجية والتي تواجههم مع الطلاب وتسيء لتحقيق رسالتهم التربوية بسلام! لذلك فإن المسؤولية عظيمة مابين وزارة التعليم ووزارة الخدمة المدنية والهيئة السعودية للتخصصّات الصحية من حيث اختيار الكوادر المؤهلة لهذه المهنة الحساسة والهامة جداً في مدارسنا من خلال معايير دقيقة يتم من خلالها توظيفهم تبعاً لخبراتهم العلمية ومهاراتهم الشخصية وبما يتوافق مع كل مرحلة تعليمية حتى نحقق المأمول من الكوادر المختصة في المجال النفسي مع الثالوث الهام لنجاح المسيرة التعليمية والتربوية (الأسرة، المدرسة، الطالب) من أجل الفوز بكفاءات بشرية تخدم وطنهابإتزان نفسي ونضج عقلي بإذن الله.