أحمد بن عبدالرحمن الجبير
التطوير قضية رئيسة، ومهمة في المملكة، وتطوير الطرق، ووسائل النقل الواصلة للحرمين الشريفين مهمة لا تنتهي بالنسبة للمملكة، وهي موضع اهتمام خادم الحرمين الشريفين، والملوك من قبله أيضاً، ولكنها في هذه الفترة تبدو مختلفة، فهناك رؤية إستراتيجية للتطوير، لتضع الحرمين الشريفين على رأس أولوياتها، فهما عدا عن كونهما أماكن رئيسة للعبادة، وللشعائر المقدسة، إلا أنهما وعبر التاريخ كانا مكاناً للتواصل الحضاري، والثقافي والإنساني، وللقاءات الاقتصادية والثقافية.
ولهذا فهذه المناطق مرشحة لاستيعاب العديد من الحجاج والمعتمرين، والزائرين خلال الأعوام العشرة القادمة، ومشروع قطار الحرمين واحد من المشاريع المهمة، وذات الصيغة المستقبلية، فهذه المناطق فيها موانئ سعودية رئيسة، وهي تقع ضمن النطاق العام لمدينة نيوم الاقتصادية، وبالتالي فإن التحديث هو عملية شاملة، وكلية ستؤدي إلى ازدهار كبير في هذه المناطق، بما ينعكس إيجاباً على مجمل مناطق المملكة.
هذا التحديث سيقرِّب المسافات بين مكة والمدينة، وجدة ضمن رؤية السعودية 2030م الإستراتيجية لتفعيل السياحة الدينية، حيث إن ذلك سيساهم حتماً في حل العديد من المشكلات، كالازدحام والاختناق المروري، وأيضاً الضغط على الفنادق، ودور السكن، وعلى المراكز الصحية، إضافة إلى أن ذلك سيعطي ميزاً كثيرة للباحثين في دراسات التاريخ، والاقتصاد الإسلامي، وسيخلق نشاطاً غير مباشر في التصوير التلفزيوني، ويؤدي حتماً لتطوير الطريق الواصل بين مدينتين هما الأكثر شهرة، ومكانة في العالم الإسلامي، حيث الحج والعمرة، وقبلة المسلمين.
فقطار الحرمين الشريفين يعتبر مشروع اقتصادي عظيم، ومفيد للاقتصاد الوطني، حيث إنه يعتبر من أهم وسائل النقل الحديثة والمريحة، وفيها تتوفر أساليب الأمن والسلامة، ويوفر استهلاك الوقود ويخفض معدلات التلوث، والاختناقات المرورية، ووضعت له الدولة البرامج، والخطط الإستراتيجية التي تضمن للوطن والمواطن شبكة من القطارات عالية الجودة، مما يدعم الهيكل الاقتصادي للمملكة، ويساعد على راحة الحجاج، والزوار في تنقلاتهم.
وحظيت مكة والمدينة بإقامة المشاريع العظيمة بدعم من الدولة -أعزها الله- واهتمام ومتابعة من سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وسمو أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان -حفظهما الله- لوجودهما في كل الفعاليات، والأنشطة والمحافل، وسعيهما إلى المتابعة الدائمة للمشاريع العظيمة في مكة والمدينة، فحضورهما ومتابعتهما للمشاريع أسهم في التسهيل على قاصدي مكة المكرمة، والمدينة المنورة.
كما أن الدعم الحكومي لمشاريع مكة والمدينة، وتحفيزه بالتمويلات، والتسهيلات المالية الحكومية والمصرفية، وإزالة جميع العقبات أمامها، والتوسع في الاستثمارات التنموية، والاقتصادية بما يفتح آفاقاً، وفرصاً استثمارية واعدة لمكة والمدينة، والذي من شأنه أن يسهم في نمو الاقتصاد الوطني المستدام للمملكة، ويؤدي إلى نمو، وجذب الاستثمارات المحلية، والعالمية إلى منطقة مكة، والمدينة وبقية مناطق المملكة.
لقد سعدنا بتشغيل قطار الحرمين الشريفين، والذي يأتي لنشر التنمية بشكل متوازن بين مناطق ومحافظات، ومدن المملكة، وتوزيع المرافق، والخدمات الإقليمية، لتسهم في تنمية جميع مناطق المملكة، وسوف يكون نقلة عظيمة في تطور، ونماء منطقة مكة والمدينة، وكافة المدن والمحافظات القريبة منها، حيث إن قطار الحرمين الشريفين سوف يحقق إنجازات استثمارية، واقتصادية عظيمة داخل وخارج بلادنا الغالية.
فشكراً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ولسمو ولي عهده الأمين، ولسمو أمير منطقة مكة المكرمة، ولسمو أمير منطقة المدينة المنورة -حفظهم الله- لأن وجود قطار الحرمين الشريفين والمشاريع الأخرى سوف يخدم المواطن، وزوار مكة والمدينة جدة، وبخاصة الحجاج، والمعتمرون ويحقق لهم الأمن والاستقرار، ويعزِّز من وحدة المسلمين، والتنمية الاقتصادية المستدامة للوطن والمواطن.