سعد الدوسري
في الستينات، كان أحد أقربائي الباحثين عن الرزق، يزورنا في الرياض كلَّ شهرين، قادماً من الكويت، وكنت أسأله كطفل، كلّما حلَّ ضيفاً على بيتنا الطيني، المندس بين أزقّة شارع الدركتر: «كيف هي الكويت؟! هل تشبهنا؟! هل نشبهها؟!» وبعد أن كبرنا قليلاً، صارت صحفُ الكويت، ومجلاتها الثقافية، هي زادنا. صار المسرحُ الكويتي الجاد والطربُ الكويتي الأصيل، مناراتنا الفنية، التي نستلهم منها إبداعنا. وفي الثمانينات، ومن السكن الجامعي بشارع الخزان، كنت أصطحبُ أصدقاءَ كويتيين يدرسون معنا في جامعة الرياض، كلَّ ليلة جمعة، ليمضوا سهرتهم في مجلس والدي، رحمه الله، وليشهدوا «تكسير الرؤوس» الحامي الوطيس، في «البلوت»، حتى ما قبل منتصف الليل. وذات سهرة، لبستُ الثوبَ الكويتي، لأول مرة، وكنت مزهواً به.
علاقتنا بالكويت، ليست علاقة جوار ومصير مشترك فحسب، بل هي تاريخٌ شامل ومتلاحق من المفردات الاجتماعية والثقافية والفنية المتشابهة، والمتجذرة في وجدان الشعبين.