بريدة - عبدالرحمن التويجري:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم أن الترجمة الحقيقية للمواطنة هي خدمة الوطن في جميع المناحي لتحقيق المزيد من طموحاته، والحفاظ على أمنه واستقراره، والدفاع عنه وعن مقدراته، والعمل من أجل إعلائه والمحافظة عليه. لافتًا إلى أن المواطنة الحقة تأتي من تحسس معنى الوطنية التي تعني حب الوطن باعتباره غريزة فطرية. مؤكدًا أنه لا بد لرقي الوطن وتقدمه من وجود مواطنة واعية وصادقة، وعطاء متجدد، ومسؤولية وإخلاص للوطن؛ فمحبته لا تعني المواطنة الكاملة دون العمل من أجله؛ لأن الوطنية الصادقة هي شعور بأن الوطن هو بيتك. وقال سموه: إن الوطنية إحساس لا يقبل المساومة، وليست مجرد كلمة تكتب أو شعار يرفع، بل شعور وانتماء وولاء للوطن؛ فالوطن هو صدق الانتماء، والمواطنة لا تتأتى بغير الانتماء الحقيقي لأرض الوطن وتاريخه والدفاع عنه ولو بالكلمة الطيبة؛ فالقلم لا يقل عن السلاح لحفظ المكتسبات، وإن المواطن الحق هو من يجعل الوطنية واقعًا ملموسًا بتجسيده لحبه لدينه وولائه لوطنه وطاعته لولي أمره، والإسهام الفاعل في تنمية بلاده. مشيرًا إلى أن تعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن يعد مسؤولية مشتركة بين الدولة وقطاعاتها لبناء جيل جديد، يحمل الوطن ويصونه وسط ما يشهده العالم من اضطرابات ومستجدات مختلفة. مؤكدًا أن غرس مفاهيم المواطنة لدى أبناء وبنات الوطن، وتكريس قيمها بمعناها الحضاري والإنساني، وتنمية الشعور بالفخر والاعتزاز بالوطن ومنجزاته، وتحصين أفكار الشباب، وصيانة عقولهم، هي الدرع الواقية بعد الله لبناء مستقبل مشرق للوطن. جاء ذلك في كلمة لسمو أمير منطقة القصيم خلال الجلسة الأسبوعية لسموه مع المواطنين مساء أمس الأول الاثنين بقصر التوحيد في مدينة بريدة، بحضور نائبه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز، وأصحاب المعالي والفضيلة، ووكلاء الإمارة، ومسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة، التي تناول فيها «الوطنية.. مفاهيم وتطبيقات»، وقدمها الدكتور الحسن الصعدي، وأكد فيها أن الأسرة هي نواة المجتمع، وعليها دور في تنمية الاعتزاز بالوطن، وقيم الولاء والانتماء؛ باعتبارها البيئة الأولى التي يتزوَّد من خلالها الطفل بأهم أسس التربية. مبينًا أن للإعلام دورًا محوريًّا وحيويًّا في تعزيز قيم المواطنة لإسهامها في غرس المفاهيم الصحيحة، وتحصين الساحة الونية من كل من يعمل على إضعافها أو اختراقها، ومواجهة الساحة الدولية وما تفرزه من إساءة للوطن ومنجزاته.