فهد بن جليد
لو كانت زوجتك تملك دخلاً شهرياً، هل تقبل أن تُنفق عليك منه؟ أو على الأقل تُساهم في سداد مصاريف المنزل مع المُتغيرات الاقتصادية المُتنامية؟ على اعتبار أنَّ ذلك مساواة أو ثمن تركها لمنزلها وقضاء النهار خارجه في العمل، فكر في الإجابة بعيداً عن تقمص شخصية (الزوج الشرقي)، فمُتغيرات الحياة اليوم تعني الشراكة بين الطرفين، وأمامنا نماذج متنوعة وناجحة لشراكة حقيقية بين الأزواج، وإن تحدث كثيرون عن أنَّ مُعظم الزوجات العاملات يتذكرنَّ (قوامة الرجل) فقط عندما يتعلق الأمر بمُرتباتهنَّ وما يحصلنَّ عليه، ولا يحبذنَّ سماع مثل هذا المُصطلح في بقية مناحي الحياة الزوجية أيام الشهر.
المُجتمع والعادات والتقاليد تدعم موقف المرأة وتنصفها تماماً، فكلَّها تعيب على الزوج أخذ شيء من مال زوجته، وتعد ذلك من خوارم المروءة، إلا أنَّ ظروف الحياة العصرية وتقاطعاتها تجبر الزوجين على إنشاء (شراكة مالية) واتحاد بينهما بالتفاهم والرضا، باندماج دخليهما من أجل تحسين الحياة الزوجية وسداد مُتطلباتها، الأمر الذي خلق فرصة لضعاف النفوس من الرجال في الاحتيال والاستيلاء على أموال زوجاتهم أو إغراقهنَّ في ديون بنكية ونحوه، وهو ما زاد من هاجس الزوجات الأخريات وجعلهنَّ يتشبثنَّ بحقهنَّ في الاستقلال المالي بعيداً عن صداع شراكات الزوج ومتطلباته.
إحدى الخبيرات في نصائحها لمُتابعيها وقرائها، تقول حدِّدي مصروف شهري تستلمينه من زوجك آخر الشهر، حتى لو كنتِ مليونيرة، لا تجعليه ينتظر أي مُساهمة منك حتى لا يستغلك، وإذا كان زوجك بخيلاً فلا تخبريه بذلك حتى لا يتمادى أكثر في بخله، بل صفيه بأنَّه زوج طبيعي يعمل من أجل مُستقبل الأسرة مثل بقية الأزواج الصالحين وخذي ما تُريدين بذكاء، (واسيه) كلما أنفق من ماله بألطف العبارات ليصبر وكأنَّه مريض، أشعريه بحجم كرمه وبذله وتقديرك لذلك من أجل حياة أحسن، النساء اللاتي لا دخل ولا عمل لهنَّ يرضين بالقسمة والنصيب في التعامل مع الزوج البخيل والجميع يواسيها على ذلك، دون أن يلتفت أحد إلى (بخل الزوجة) التي لا يمكن أن تُتهم إطلاقاً، لأنَّ المُجتمع الشرقي ببساطة (يُحاكم) الزوج ويُعفي الزوجة!.
وعلى دروب الخير نلتقي.