كوثر الأربش
دعوني أستهل مقالي هذا باقتباس ما قاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في لقائه الأخير، في الأمم المتحدة، حيث قال: «يمكنكم التحدث معنا حول حقوق الإنسان في أي وقت تريدون، ويسرنا أن نجري هذا الحوار، ونقوم به مع كل حلفائنا».
هذه هي الحقيقة، وهذا ما استشفيته من زياراتي ضمن لجنة الصداقة البرلمانية في مجلس الشورى، أو استقبال الوفود الخارجية. إننا مستمرون بالانفتاح على الآخر. رغم أن الملاحظ كثرة المعلومات الخاطئة التي ترد العالم الغربي، عن واقع حقوق الإنسان لدينا، إلا أنني أرى أن هذه الصورة المغلوطة آخذة في التلاشي، لأننا نتحدث اليوم بكل انفتاح.. نتحدث حتى النهاية.
إن في جميع المجتعمات البشرية الصالح والسيء، لكنه، ومع الأسف، غالبًا ما يكون السيؤون أكثر نشاطًا، وأعلى صوتًا. وما نعمل عليه اليوم، هو أن يتحدث الخيرون بعد غياب عن الإعلام. غياب لا مبرر له سوى، عدم التركيز على جدوى الكلام. في الوقت الذي ينشط المعادون وأصحاب الأجندات لتشويهنا في الخارج.
الأسبوع الماضي زار المملكة وفد الهيئة الأمريكية لحرية الأديان الدولية، برئاسة جون مور. في جدول ثري بعدة زيارات لوزارات وهيئات ومراكز معنية بهذا الشأن، من ضمنها مجلس الشورى، الذي اسقبل الوفد في اجتماع عالي الشفافية. ومما غطته الصحف ما قاله وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور وليد الصمعاني، للوفد ذاته: إن المملكة ترحب بمختلف المذاهب والثقافات دون معايير دينية. إن هذا الأمر مألوف لمن يعيشون في الداخل. يعيش بيننا قرابة 12 مليونًا غير سعودي حسب الإحصاءات الأخيرة، فيهم غير مسلمين، ينعمون بحرية دينية جيدة. إن هذا نعرفه جيدًا، لكن الخارج لا يعرف، أو ربما ليس الجميع يعرف ذلك. إن كل ما علينا فعله، الاستمرار على نهج الانفتاح، والتحدث أكثر. ليس لدينا ما نخفيه، نحن في عصر متجدد عظيم، وعلى العالم أن يعرف ذلك. تلك مسؤولية موكلة لكل سعودي، ليس فقط من هم على رؤوس المناصب، وأصحاب الأعمدة الصحفية. بل أعني حرفيًا، كل سعودي مسؤول أن يكون نافذة لنا، مطلة على العالم.