صيغة الشمري
مع اجتياح العالم الرقمي لحياتنا وجدنا أنفسنا بين عالمين وزادت رقعة مساحة خصوصيتنا المعرضة لأكبر عدد من المحتالين، عدد رهيب من المتربصين الباحثين عن المال يقفون بالمرصاد من جميع سكان الكرة الأرضية، لذلك تضاعفت أهمية التوعية المصرفية وأصبحت ضرورة ملحة في ظل تقارير إخبارية تشير إلى زيادة معدلات القرصنة والاحتيال المالي بشكل غير طبيعي وبطرق مبتكرة قد لا تخطر على بال الشخص، حيث بلغت المبالغ التي تذهب نتيجة الاحتيال المالي بين 1.5 إلى 4 تريليون دولار وهو مبلغ يبين حجم الاحتيال المالي وخطورته التي جعلت أمر مكافحته ليست مسؤولية البلد الواحد بل ضرورة تكاتف جميع دول العالم نظرًا للضرر الذي يسببه للاقتصاد العالمي من ضعف وعدم استقرار، من هذا المنطلق كثفت لجنة الإعلام والتوعية المصرفية للبنوك السعودية بكافة خبراتها ومجهوداتها لحماية المواطن والمقيم من الوقوع ضحية لعملية احتيال مالي، وهي النسخة العاشرة من سلسلة حملاتها التوعوية بعمليات الاحتيال المالي «لا تفشيها»، التي أطلقتها الموسم الحالي تحت شعار «#اسحب_عليهم قبل ما يسحبون منك»، ولقد أثمرت الحملات التوعوية السابقة التي تحسب نتائجها الإيجابية للجنة الإعلام والتوعية المصرفية بأن السعودية من أقل دول العالم تسجيلا لعمليات الاحتيال المالي والمصرفي، مستندة في ذلك إلى صلابة البنية التشريعية للقطاع المصرفي وكفاءته الفنية المتقدمة، إلى جانب حزمة الإجراءات والحلول الاستباقية التي تتبناها البنوك السعودية بتوجيهات من مؤسسة النقد العربي السعودية، ومن بينها التوعية المستمرة لمواجهة تلك العمليات، حسب ما أفاد به الأستاذ طلعت حافظ في المؤتمر الصحفي الذي أقيم قبل أيام بمناسبة إطلاق حملة المرحلة التوعوية العاشرة التي خطط لها أن تكون ذات إستراتيجية طويلة المدى والتي تركز بشكل كبير على ضبط وتنقية التعاملات المصرفية وتحصين الأفراد بالوعي الكافي لتجنب أي عملية احتيال مالي، منذ 10 أعوام وهذه الحملات التوعوية تحقق نتائج إيجابية كبيرة وتحاول جاهدة أن تصل رسالتها لجميع شرائح المجتمع دون استثناء، وكل حملة جديدة تحمل أفكاراً جديدة معتمدة على دراسة وتحليل نتائج الحملة التي سبقتها، والوقاية والتحصين الذي تحققه هذه الحملات ينصب ويحسب للدور الكبير والفاعل الذي تقوم فيه البنوك السعودية في مجال المسؤولية الاجتماعية.