رمضان جريدي العنزي
تتعرض الحياة البرية في المملكة لانتهاكات شديدة تهدد العديد من الحيوانات البرية سواء المستوطنة منها أو المهاجرة ذات الوجود الموسمي المؤقت بالانقراض جراء الصيد الجائر الذي يجتاح مناطق تواجد تلك الحيوانات دون رحمة أو رأفة أو شفقة بها، والتي لا تستطيع الشكوى أو الاختفاء والاختباء ولا حتى الهرب أو طلب النجدة والمساعدة، إن الفديوهات المصورة التي نشاهدها تظهر الفضاعة والبشاعة والدموية والجرأة التي يمارسها بعض الصيادين بحق هذه الحيونات والطيور المستوطنة منها والمهاجرة عبر حدودنا، بعضها يصل حد المجزرة والمذبحة الحقيقية، وبتلذذ تام، وتعطش مقيت للقتل، ومشاهدة الدم، لكائنات حية لا ذنب لها لا خطيئة ولا جناية، ولا حول لها ولا قوة، أمام صيادين متعطشين لسفك دماء تلك الكائنات التي يجب المحافظة عليها وحمايتها من أجل تكاثرها وزيادة أعدادها للحفاظ على الحياة البرية والبيئة في المملكة، إن الهيئة السعودية للحياة الفطرية استطاعت توطين بعض الأنواع من الحيوانات البرية مثل الغزلان والمها العربي وغيرهما في عدد من المحميات مثل: محمية حرة الحرة، ومحمية الخنفة، ومحمية الطبيق، ومحمية الوعول، ومحمية محازة الصيد، ومحمية جرف ريدة، ومحمية جزر فرسان، ومحمية عروق بني معارض، ومحمية جبل شدا الأعلى، ومحمية جزيرة أم القماري، ومحمية مجامع الهضب، ومحمية الجبيل للأحياء البحرية، إلى جانب 3مناطق تعد ملاذات لإعادة تأهيل الحبارى هي: محمية التيسية، ومحمية نفود العريق، ومحمية سجا وأم الرمث، إضافة لثلاثة مراكز بحثية وإكثارية للحفاظ على التنوع النباتي والحيواني، ووفرت لها كل متطلبات الحياة والبيئة المناسبة للتزاوج والتكاثر والاستقرار والحماية والحياة الآمنة ومنع الصادين من الاقتراب من أماكن تواجدها، ومع ذلك تتعرض الحيوانات المستوطنة، والطيور المهاجرة للإبادة الحقيقية تحت ذريعة ممارسة الصيد، إن الصيد الجائر الذي يعتبر تعبيرا أدبيا لأعمال القتل العمد بحق الحيوانات البرية في المملكة يضع الجهات المعنية أمام مسؤولياتها وواجباتها في الحفاظ على هذه الحيوانات ومنع قتلها أو صيدها، وتوفير الحماية اللازمة لها من خلال تفعيل القوانين المرعية والمعمول بها وتطبيقها فعليا على أرض الواقع والتعامل الصارم مع الصيادين كما نصت تلك القوانين من حيث أوقات ومواسم الصيد ونوع وعدد الحيوانات المسموح باصطيادها في الأماكن المسموح الصيد فيها وعدمجاوز التعليمات التي تفرضها تلك القوانين، والملاحظة الجديرة بالاهتمام أن أعداد الحيوانات البرية التي تعيش في بعض مناطق المملكة لا تحتمل الصيد الجائر ولا حتى الصيد المنظم فهي قليلة العدد وتناقص أعدادها بشكل دائم يعني انقراضها، فكم من السنوات سوف نحتاج لإعادة توطينها وتكاثرها من جديد؟. كفى الله الحيوانات المستوطنة والطيور المهاجرة بكل أنواعها شر الصيادين وأعمالهم العابثة الجائرة.