الجزيرة - عوض مانع القحطاني:
قال معالي الفريق المهندس عبد الإله بن عثمان الصالح، الأمين العام المكلف للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الارهاب، إن المملكة عندما تحتفل باليوم الوطني فإنها تستعرض إنجازاتها الحضارية، موضحاً بأن التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب والتطرف ثمرة للرؤية السعودية لإرساء الأمن والاستقرار في الدول العربية والإسلامية والعالم.. وإننا في هذه البلاد فخورون بما تم إنجازه وما تحقق على أرض المملكة وما زرعه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -رحمه الله- عند توحيد هذه البلاد في توحيد القلوب، وسار عليه أبناؤه ملوك الوطن حتى أصبحت المملكة اليوم معلماً حضارياً شامخاً في كافة مناحي الحياة.
وأضاف الفريق الصالح: إن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية مناسبة عزيزة يلتف أبناؤها فيه حول قيم المملكة ومبادئها ومآثرها العظيمة، مبتهلين إلى الله حامدين شاكرين فضله وأنعمه الكثيرة التي أسبغها على وطننا الغالي.
قدر الله لبلادنا المباركة أبناء محكومين بالعطاء، وإذ تتقاطر أيام الوطن على مر السنوات كدفق خير تجربة - بفضل المولى وتوفيقه - يداً معطاءة كريمة، فيتوالى إثمار الغرس الطيب الذي أنبته الملك المؤسس - يرحمه الله - ومن بعده أبناؤه الميامين، فإن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، يواصل المسيرة متنكباً العزم والحزم، لتحقيق هدفه الذي وضعه نصب عينيه وهو خدمة دينه ووطنه وشعبه، باسطاً له الإنجازات الضخمة ومحققاً التنمية المستمرة في مختلف القطاعات الاقتصادية والصحية والاجتماعية والتعليمية.
وأوضح الفريق الصالح بأن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حريصان على راحة أبناء المملكة وأمنهم بل امتدت يد الخير إلى كثير من الدول الشقيقة والصديقة للمساعدة في مواجهة الملمات أو الكوارث التي تعرضت لها، وليس أدل على جهدهما الرائد في نشر الاستقرار والأمر على المستوى الدولي، من سعيهما الحثيث لتوحيد جهود الدول ولا سيما الإسلامية، لمواجهة آفة عظيمة تهدد كيان المجتمعات وتسلب أمنها واستقرارها، فكان تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب واحدة من ثمرات الرؤية السعودية في بعدها الدولي وجهودها المخلصة التي ستنعكس - بإذن الله - على إعادة الأمن والاطمئنان لكثير من المناطق المتضررة من شرور الإرهاب، وتأمين الاستقرار والسلم الدوليين.
مشيراً أن التجربة السعودية الناجحة في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه والحد من أثره، جاءت بتوفيق الله ومن ثم المنهجية المتكاملة في التعامل مع الإرهاب بمختلف المستويات الأمنية والفكرية والتوعوية والاقتصادية وغيرها، فإن التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب يتبنى العمل المؤسسي المبني على منهجية شاملة تواجه الإرهاب على كافة المستويات، بخطى راسخة ومدروسة.
وقال الصالح إن التحالف الإسلامي يسعى إلى أن تكون الدول المشاركة فيه، وبمساندة الدول الصديقة المحبة للسلام والمنظمات الدولية، قادرة على تنسيق وتوحيد جهودها في المجال الفكري والمجال الإعلامي، ومجال محاربة تمويل الإرهاب، والمجال العسكري لمحاربة جميع أشكال الإرهاب والتطرف، ولذا كان من أهدافه الاستراتيجية، رفع مستوى مساهمة دول العالم الإسلامي في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين من خلال تقديم قيمة مضافة في الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب، وتعزيز التضامن الإسلامي للوقوف صفا واحداً ضد محاولات الجماعات الإرهابية لزعزعة الأمن في الدول الأعضاء أو تشويه صورة وسماحة الإسلام والمسلمين، ومحاربة الفكر المتطرف العنيف ومظاهر الغلو في دول التحالف الإسلامي والمحافظة على المعتقد الإسلامي الصحيح ونشر قيم الإسلام السمحة كالرحمة، والعدل، والسلام، والتعايش بين كافة الأجناس بغض النظر عن أديانهم ومذاهبهم وأعراقهم ومحاربة تمويل الإرهاب من خلال التعاون بين الدول الإسلامية، ومع دول العالم، والشرعية الدولية، للالتزام بالاتفاقيات الدولية، وتطوير أطر العمل القانونية والتنظيمية والتشغيلية.
واختتم الصالح تصريحه بأن المراحل القادمة - بإذن الله - تحمل نتائج العمل المؤسسي التأسيسي الذي استوفى متطلباته حتى استوى على عوده، ليمهد لانطلاق مبادرات التحالف الإسلامي وتحقيق الأثر المرجو منها.
وبهذه المناسبة الوطنية العظيمة نجدد العهد في مركز التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب على تنفيذ الرؤية الحكيمة لولاة الأمر، وتحقيق التطلعات المنشودة في مجال محاربة الإرهاب بما يسهم في حماية المجتمعات من تأثير هذا الظاهرة، ويساعد الدول على تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والتطور.