سعد بن عبدالقادر القويعي
لم أجد أروع من كلمات أساس القوة الاجتماعية لمعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي -الشيخ الدكتور- محمد بن عبدالكريم العيسى، عندما التقى بعدد من القيادات الدينية اللبنانية بقوله، إن: «الاعتدال - السني والشيعي - تجمعهما مظلة الإسلام، والمواطنة الصادقة، ومحبة الخير المتبادلة»، والتي تعتبر -في تقديري- خطوة محورية مهمة، وفي الاتجاه الصحيح ؛ من أجل تأمين تلك المجتمعات أمنيا، ومواكبتها، أو ملاقاتها سياسيا. ومن الضرورة بمكان الدفع في هذا الاتجاه؛ حتى نتمكن من البناء عليها في تحقيق بدايات لنهاية عهد التطرف، والإرهاب.
أهمية هذه اللحظة التاريخية، تكمن في أنها سجلت حروبا طائفية، ونزاعات مذهبية وقعت من خلالها المجتمعات العربية في خطر دائرة التقسيم، والاستقطاب، وما نتج عنهما من سوء فهم. بل لا تزال تراق دماء غزيرة في بلداننا التي اجتاحها وباء - الطائفية والإثنية والعرقية -، وواجهت بمجرد تدخل الملالي خيار الفراغ المتمدد في الزمان، فلم يأتنا منها الا التشويه في مفاهيمنا الإسلامية، والوطنية، وضروراتنا -المعرفية والعلائقية والتنموية-.
حتى لا نبقى في دائرة صراع عقيم، لا معنى له حول أحداث تاريخية، ولا تمت لعصرنا بصلة، فإن تكريس خيارات الاعتدال -السياسي والديني- بين السنة، والشيعة، فيه مصلحة حياتية لكلا الطائفتين، وقضاء على ثغرة سياسية في جدار التشدد، والاستبداد، والتطرف الطائفي ؛ ولأن الاعتدال هو المستقبل، فإن من الحكمة أن ننظر إلى المشتركات، وتقويته -بالتالي- سيقصّر من عمر التشدد، والعنف، والكراهية، وتشظي المجتمع الواحد، وسيقضي على نزعات بعض قواه المتطرفة، والمدعومة من أجندات إقليمية.
أمام هذه المخاطر، وهذه الاحتمالات ؛ ومن أجل حماية الأمن الوطني الداخلي، فإن التصدي للتدخلات الخارجية، -وخصوصا- الإيرانية هو حق مشروع، بعد أن دمجت بين شيعيتها المزعومة، وقوميتها الفارسية، وجعلتهما أمرا واحدا، ثم أضافت إليها -بعد ذلك- التبجح، والاستفزاز، واعتداءاتها على الأمتين -العربية والإسلامية- بوجه مفضوح؛ لنواجه قوى التطرف، والإرهاب، ونتحرك بجدية مع المحيط الدولي لمكافحتها.