رمضان جريدي العنزي
نحن السعوديين أذكياء ولنا فطنة وفراسة وحدس، لا نلدغ من جحر لا مرة ولا نصف مرة ولا ربع مرة ولا حتى الجزء السير من أي مرة، نعرف الأعداء واحداً واحداً ونميز بينهم، نعرف أصحاب المعرفات الوهمية، وأصحاب الأسماء الصريحة، نعرف توجهاتهم وجهاتهم وأفكارهم الخبيثة، ونواياهم السيئة، وتطلعاتهم الهدامة، ومبتغاهم الرديء، نعرف بأنهم لا يريدون لنا ولقياداتنا الخير، ولا لوطننا الاستقرار، ولا يهمهم مستقبلنا ونماءنا وازدهارنا وتحقيق تطلعاتنا وأحلامنا وأمننا وأماننا، نحن السعوديين لنا عقلنا الكامل، لذا نعرف بأن هؤلاء المرتزقة المارقون ينامون بأفخر الفنادق هناك، ويلبسون أثمن الملابس، ويركبون أفخر السيارات، ويقتنون الماركات من الأشياء كلها، ويشربون السيجار الكوبي الغالي بالدس والعلن، وبأن الأموال تغدق عليهم من كل عدو لدود لنا، وبأن الحماية الشخصية والتأمين الطبي والمعيشي يوفر لهم بالتمام والكمال، نحن السعوديين لنا وعينا الكامل، ونؤمن إيماناً قطعيا بأن هؤلاء المارقون أعداء لنا مثلهم مثل إيران والحوثيين وحزب الله وتنظيم الإخوان وبقية الحركات العدائية الأخرى، نؤمن بأن هؤلاء المارقين لهم وجهين، في الصباح وجه، وفي الليل وجه آخر، ويجيدون الرقص على حبال الوهم والتوهم والمخادعة، متناقضون يدعون الطهر والنقاء والبياض، وفي حقيقتهم هم السواد والضلال كله، لا يريدون لنا سوى الشتات والبعثرة، والجوع والظمأ والنكوص نحو منحدرات التيه والتشرد، نحن السعوديين نعرف بأن هؤلاء لا يريدون لنا سوى الخراب والدمار، وما حفلاتهم التحريضية، وإشاعاتهم العبثية، وكذبهم اليومي، وتمثيلهم البهلواني، وبكائياتهم الكاذبة، وأفلامهم المركبة، وتآمرهم ضدنا كوطن وقيادة وشعب، إلا دلائل واقعية على رداءة سلوكهم وخبثهم وسواد قلوبهم نحونا، نحن السعوديين نعرف بأن هؤلاء المارقين يحاولون باستماتة تشويه سمعتنا، والتقليل من شأننا وأعمالنا ونخوتنا وفزعاتنا، ويريدون اغتيالنا نفسياً ومعنوياً، نحن السعوديين نعرف بأن هؤلاء المتشردين في شوارع الشرق والغرب، يخوضون في وحل الخيانة، ومستنقعات الرذيلة، وسبخ اللغو والبهتان، وقد باعوا أنفسهم وضمائرهم ومبادئهم للأعداء بثمن بخس، بغيضون نسوا كرم الوطن عليهم، وجحدوا فضله، ونبله معهم، خانوا عهدهم ووعدهم، وتحالفوا مع كل شيطان رجيم، ووغد مريد، من أجل تدميرنا والانقضاض علينا، شياطين اصطفوا بجانب الأعداء، وولغوا منلمال الحرام، ومارسوا علينا أبشع أعمال الغدر والخديعة والدسائس، من أجل طموحاتهم وأحلامهم الإمبراطورية، وأحقادهم الدفينة، وأجنداتهم الخطيرة، نحن السعوديين ومن واقع خبراتنا العميقة، وتجاربنا الطويلة الكثيرة والمتعددة، قد عرفنا بأن النية الطيبة، والبال الطويل، والتغاضي الدائم، والدبلوماسية الناعمة، وشعرة معاوية، لم تعد نفعاً مع هؤلاء الخونة، الذين أدمنوا كراهيتنا، والذين يريدونها حرباً مفتوحة معنا، ضد وجودنا ومستقبلنا، وحدودنا الأربعة، لكن ما علم هؤلاء بأننا نحن السعوديين لنا حدسنا الكبير، وفهمنا القويم، وقراءتنا العالية لما بين الخطوط والفواصل والسطور، ونعرف مغزى الاستفهام والتعجب.