د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
يحتضننا دفء بلادنا؛ وينعشنا تيار الرؤية العملاقة2030 التي أصبحتْ امتيازاً لبلادنا ومتكأً «للمجتمع الحيوي الجديد والاقتصاد المزدهر والوطن الطموح»، فأصبحنا نتأمل عالياً السحاب التنموي وهو يحتشد ويعد بغيث ينفع الناس ويمكث في الأرض، ويستجلب الحضارة بهيبة وجلال تليق ببلادنا وهي تحتضن الحرمين الشريفين وتحظى بقيادة استثنائية.
إن مسار الرؤية العملاقة الذي يحث الخطا ويحتشد في المسير يجعل التفكير في صناعة المجتمع السعودي الحيوي في قاع أدمغتنا، وربما أصبحتْ رؤى البناء للمجتمعات الحيوية حكايات تلبي الأجوبة فقط، ولكنها في بلادنا تتدفق بسيل من الممكنات والطاقات ليكون الصيد الحضاري في مجتمعاتنا السعودية مجزيا؛ حيث إن طموح الوطن هو ذلكم الأوار التواق المصنوع من فكر مجتمعي يعي كيف يخطط ويحلل من منظور متطور، وكيف ينفذ، وكيف يقتنص الفرص من خلال القدرة على تعزيز التنافسية، وكيف يضع القواعد ويعلي البنيان، وذلك مايصبّ حتما في الجانب الاقتصادي، وبالتالي تحدث معجزة الانجاز المتفوق إذا ما كانت العقول مؤهلة ثقافة وعلما؛ وهما عاملان رئيسان لنقل الإنسان إلى دروب التمدن والحضارة.
وفي كل يوم تنبلج أمامنا منصات وبرامج هادفة تنسكبُ في قاع المجتمعات لتتوشح الحياة رداء الجودة، وحين الحديث عن الواقع المجتمعي في عصر الرؤية العملاقة 2030، فإنه حتما التنبؤ الاستباقي للمستقبل, والوعي (بالهم العام) وجذب التفاف المجتمع حول الرؤية المتحضرة؛ وأن المجتمع محرك رئيس لتنفيذ سياسات الإصلاح، وحفز متطلبات التنمية التي تحيط بالرؤية إحاطة السوار بالمعصم؛ وأن بلادنا أمام محركات جديدة ذات قوة دفع استثنائية, وأن السنوات المقبلة سوف تشهد استثماراً أمثل للموارد الطبيعية والطاقات والموارد البشرية السعودية، وأن طاقات الشباب سوف تستثمر بما يوازي طموحاتهم، وأن هناك رعاية اجتماعية متطورة تقوم على تحفيز الإنتاجية, وتأهيل الواقع المجتمعي ليكون جديراً ببلادنا.
فلقد حملت الرؤية في عروقها خارطة المستقبل الجميل, فصدحت في سماء بلادنا حزمة من القرارات المكينة التي تؤطر لمشاركة المجتمع في صناعة الانتقال نحو الأمكَنة والتفوق الوطني، وتجاوز المنصات المحلية إلى العالمية؛ وحيث استندت الرؤية العملاقة 2030 على مبدأي الالتزام والأمانة في تعديل التعاملات بما يضمن تحقيق المصالح في جميع مستهدفات التطوير.
فلابد من صناعة التحوّل في الفكر المجتمعي لدعم مسارات تحقيق الرؤية من خلال المؤسسات المناط بها بناء العقول والوجدان, فالتشكيك والسلبية والإحباط لا تولد أفراداً يصنعون الأجود والأجدر, ولن يتم التحوّل الاقتصادي الإنتاجي إلا من بوابات التحوّل في الفكر المجتمعي العام دون المساس بالثوابت.
ولذلك فإن كفاءة الاستقطاب توفر الذراع الناقل المنفذ في مسارات قويمة تربط الذهنية المعرفية للعاملين بمنهجية التنفيذ السليمة المبنية على مكونات شخصية ذاتية ومكتسبة تجعل الأرض مستوية وقابلة للاستزراع، فالمجتمع السعودي الذي تنشده الرؤية العملاقة 2030 سوف يحمل الكثير من بهجة دواخلنا؛ فهي تبدأ بالمجتمع وتنتهي إليه فلابد من ضخ القوة في مفاصل المجتمع السعودي ليزداد حيوية وحتى يمد وشائجه لصناعة الاقتصاد المزدهر. ولترسيخ تلك المفاهيم الوطنية لعل كل منطقة أو محافظة تعمل على وجدان المجتمعات بكل الوسائل بما يرسخ منطلقات صناعة المجتمعات السعودية الحيوية وبما يؤصل للمشاركة الحقيقية في بناء الوطن الطموح.