فوزية الشهري
عندما يحدث لنا شيءٌ من تحديات الحياة، أو يصاب قريب أو صديق بمثل ذلك فإننا نشعر بعدم الرضا وربما السخط من ذلك والكثير يكون ملاذه الوحيد الحزن والبكاء.
بينما لو تأملنا ما يحدث؛ لوجدنا أن كل محنةٍ تحمل معها منحةً لنا ولو جهلنا ذلك، مقطع جميل للدكتور مصطفى محمود بعنوان: لماذا خلق الشر؟؟
يتحدث فيه بالتفصيل عن لماذا خلق الله الشر؟
هذا المقطع فيه دعوة عميقة للتأمل في كل أقدار الله وكل ما يحدث لنا أو ما يحدث للعالم أجمع من أزمات ومن خلاله نصل إلى قناعةٍ تامة أن الخير سائد وأن الشر عارض؛ يحدث لمنافع سواء كانت دينية أو دنيوية.
واستدل الدكتور مصطفى بالكثير مما يحدث نراه شرا وهو خير مثل البراكين التي تعتبر كارثة بالنسبة لنا، ولكنها تحدث لتنفيس الضغوط عن الأرض، الأمثلة التي تحدث عنها كثيرة ومؤثرة وتصل بك إلى الرضا عن القدر، والاستحسان للصبر، واستخلاص الفوائد من المحن.
وختم حديثه بعبارة في غاية الروعة وهي (أن مقارعة الشدائد والأهوال يتربى فيها الجلد).
عبارة تحتاج منا للوقوف عندها والتأمل والتدبر.
فعندما يحدث أن يصادف حياتنا طرق وعرة فإن الحل هو اجتياز تلك الوعورة بأقل الخسائر، وليس الوقوف والشكوى والاستسلام
، لذا من الأفضل لنا عندما نخاف من شيء يجب أن نواجهه.
فمثلاً، إصابتك بمرض، فقدان وظيفة، طلاق، إعاقة ابنك كلها محن فلا تبتئس. فعلى سبيل المثال لا الحصر، د.سامية العمودي ومن لا يعرف هذا الاسم في المجتمع السعودي وقصة شجاعتها ومقاومتها لمرض سرطان الثدي الذي أصابها، كلنا تابعنا بحزن روايتها لقصة مرضها وكيف لملمت قواها وإيمانها وخبرتها لمواجهته إلى أن تماثلت للشفاء بفضل الله تعالى، ثم توجت ذلك بتحقيقها نجاحات في علاج المرأة من سرطان الثدي وأصبحت المديرة التنفيذية والمؤسسة لمركز الشيخ محمد حسين العامودي للتميز في الرعاية الصحية لسرطان الثدي بجامعة الملك عبدالعزيز ومشرفة البرنامج في المنطقة الغربية وهي عضوة في الجمعية السعودية الخيرية لسرطان الثدي.
وقد حصلت الدكتورة على جائزة أشجع امرأة عام 2007م، وهي أول سيدة عربية تحصل على تلك الجائزة، وقد التقاها الوزير عادل الجبير حين كان سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في أمريكا بمكتبه بعد تلقيها الجائزة، كما تم اختيارها من قبل مجلة أرابيان بيزنس ضمن قائمة الأقوياء العرب في الأعوام 2012م، 2013م، 2014م، 2015م.
كما تم تكريمها من قبل جمعية زهرة لسرطان الثدي، ودعوتها من قبل منظمة اليونسكو لتلقي كلمة عن دور المرأة العربية في الطب والعلوم، وتم تكريمها في واشنطن في مارس 2008م من قبل مؤسسة سوزان ج كومن للعلاج، وتم تعيينها مشرفة على الكرسي العلمي لأبحاث سرطان الثدي جامعة الملك عبدالعزيز في جدة عام 2008م.
وتم تكريمها في حفل جائزة المفتاحة لعام 2009م من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز من إمارة عسيركل هذه الفرص التكريمية كانت نتيجة لمرضها.
الزبدة:
بكيت؛ لأني ليس لي حذاء، حتى رأيت من ليس لديه قدم.