علي بن إبراهيم الحبيب
إن الوطن خلال عهد الملك الصالح قائد الأمة وزعيمها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- شهد إنجازات كبيرة، تمثل تحولا تنمويا، حيث سعى المليك المفدى خادم الحرمين الشريفين إلى تحقيق منجزات كبيرة في فترة وجيزة جدا، فالتاريخ يسطر منجزات العظماء، ويخلد ذكراهم، ومن بركة هذا العهد الميمون أنه أسهم في تحقيق عمق إستراتيجي، ورؤى رشيدة مؤثرة، ترسم ملامح مستقبل متوازن، وتكرس معاني عظيمة للولاء، والحقيقة أنه مع هذا العمل المتواصل والسعي الحثيث إلا أن الوطن كان يواجه مجموعة من التحديات، ولكن من لديه رؤية تتطلع إلى مجتمع متقدم، وهمه أن ترى عينه الرضى على وجه كل مواطن التزم ببذل ما يمكن الوصول لتسهيل حياته ومعيشته، اتخذ خلالها هذا القائد قرارات صعبة وجريئة من أجل أن يحقق لهذا الوطن تنمية مستدامة تنعم بها أجيال بعد أجيال بإذن الله، بدأ إصلاحاً اقتصادياً كبيراً في هذا البلد المبارك وذلك بحزمة من الأوامر، ثم تبعها برسم تلك السياسات الخارجية العظيمة لتوحيد شمل الأمة العربية ولملمة جراحها، اتخذ الكلمة الحليمة والكرم المنهال، ثم الموقف الحازم اللذين أعادا رسم العدل وتحقيق الأمن، وإغاثة الملهوف، حقيقة الأمر إن الحديث ليعجز، والأحرف لا تفي بمكنون الفؤاد، كيف لا والمعبر عن الفرحة والسرور بذكرى اليوم الوطني وطنٌ عظيم تحت قيادة إمام فذ، ووالٍ عادل، وحاكم رشيد، والحديث عن منجزاته في هذه الحقبة الممتدة بإذن الله يتطلب مجلدات، لأنها تحققت وعاشها المواطنون واقعًا حيًّا، وتزداد أهميتها إذا ما استشعرنا الظروف التي أحاطت بنا، والفتن التي عصفت بدول، وغيرت أحوالاً، وبدلت واقعًا، ونحن نعيش لحمةً وطنيةً قوية، ووفاء وحبا متبادلا بين القيادة والشعب، وحينما نتأمل هذه المسيرة المباركة، والتأريخ الحافل بالمنجزات لهذا الرجل العظيم خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- نجد أنها تثبت أن قيادته لهذا البلد المعطاء، وبالرغم من التقلبات السياسية والاقتصادية والأمنية التي أصابت الكثير من دول العالم إلا أن المواطن في المملكة بقي بعيدا تماما عن أي آثار لها بحكمة وسياسة اعتمدت على التعامل مع الواقع بمزيد من الشفافية والحلم والإصلاح وقرب القيادة من المواطن، والتزام كل مسؤول بأن يجعل رضى المواطن وتيسير أمور حياته أولوية لا يمكن التنازل، إنه لعهد عظيم تجلت به أسمى آيات الحزم والعزم، والحلم والعطف، والرخء والشموخ، والعزة والكرامة، إنه عهد سلمان بن عبدالعزيز، حقًا إنها ملحمة الوفاء، في يوم الوطن يوم الوفاء والحب والإخاء، جسدها المليك بهذه الإصلاحات التي تتقاصر دونها كل الجمل والأحرف، وتتناثر دونها كل المعاني والجمل، ولا يملك المواطن إزاءها إلا أن يبادل المليك بها حباً ووفاءً وسمعاً وطاعةً سيدي.
إن الحديث عن اليوم الوطني في ظل هذه القيادة لهو من أصدق الأحاديث فهو يعيد إلى الأذهان الحدث التاريخي الهام ويظل هذا اليوم يوماً محفوراً في ذاكرة التاريخ منقوشاً في فكر ووجدان المواطن السعودي، إنه اليوم الذي وحد فيه جلالة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه - شتات هذا الكيان العظيم وأحال الفرقة والتناحر إلى وحدة وانصهار وتكامل. وفي هذه الأيام تعيش بلادنا أجواء هذه الذكرى العطرة ذكرى اليوم الوطني وهي مناسبة خالدة ووقفة عظيمة تعي فيها الأجيال قصة أمانة قيادة، ووفاء شعب، ونستلهم منها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز -رحمه الله- الذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار متمسكا بعقيدته ثابتاً على دينه، حتى عصر التطور والازدهار عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهد الأمين محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأن أبناء المملكة العربية السعودية ليعيشون الذكرى الثامنة والثمانين لليوم الوطني ذكرى توحيد هذه البلاد الطاهرة على يد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وهم يستلهمون صدق الوعد من خلال ما شهدته المملكة من منجزات تنموية وقفزات حضارية في عهد سلمان المجد -حفظه الله- وولي عهده الأمين ووجه السعد الكريم، فلقد تميزت المملكة في هذا العهد الناصع بسياسة الاعتدال والاتزان والحكمة وبعد النظر على كافة الأصعدة والمنابر الدولية، ولها من المواقف النيرة في خدمة الاسلام والمسلمين وقضايا الأمتين العربية والإسلامية الشيء الغدق الغفير.
وإننا في هذا اليوم المجيد وهذه الذكرى الخالدة لنرى المملكة العربية السعودية تسير في تنميةٍ وإصلاحٍ وتطورٍ تحت منظومة لا تدانى، وتطور لا يبارى، وتميز لا يجارى، وخبرةٍ عاليةٍ لا تضاهى، في مسيرةِ بناء شاملة أثرها محلي وعالمي، بها تواجه المتغيرات وتحافظ على المنجزات بثبات وقوة تكتشف من خلالها مكامن القوة وتعالج مكامن الضعف، ومع هذا اليوم المجيد في هذا العهد الميمون واجهت مسيرة الخير والعطاء قضايا التنمية المهمة ومنها التنمية المعمارية والحضارية وتوفير المسكن وإيجاد الوظائف والقضاء على الفقر والفساد بحزمة من الإستراتيجيات والقرارات والبرامج الإصلاحية المترابطة ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والقضائية وإلإدارية لضمان تحقيق أهداف التنمية المرسومة من قبل القيادة الرشيدة، والتي كان قائدها وعرابها محمد الإقدام والهِمة ولي العهد الأمين الشهم الأصيل، هذا اليوم إنما هو يوم ملحمة الحب والعزة والرخاء والنماء والأمن والأمان والاستقرار في ظل هذا العهد الزاهر، وإن أهمية هذا اليوم الوطني المجيد تنبع من خلال تذكير الأجيال الجديدة بكافة الإنجازات التي قام بها ولاة أمرِ هذه البلاد الطاهرة، والحرص على غرسِ القيم الحضارية في نفوس الأجيال الشابة للسير قدماً على الخطى نفسها، وتقديم أفضل صورةٍ عن بلدهم في كافة المحافل الدولية، ونشر الوعي حول ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والتي تعتبر ركيزةً من بين ركائز هذا الوطن وأساسا من أُسس تطوره وتقدمه ودليلاً قاطعاً على تلاحم الشعب مع قيادته، إذ يظهر لنا مع هذا اليوم المجيد وكل يوم مفهوم الوحدة الوطنية وقصة التلاحم والتضامن والمؤازرة والتي ينطلق معها مفهوم الوحدة الترابية هذا المفهوم النوعي والمثالي والذي يعني الاتحاد والتضامن والمؤازرة لهذه البلاد في كل الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإعلامية على حد سواء في كل مكانٍ وتحت كل سقف عنوانه العريض والطويل العمل من أجل تحقيق الهدف المنشود المتمثل في استكمال وحدتنا الوطنية العتيقة، وأنها أيضاً لتحل ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية في هذه الأيام وهو اليوم الأغر والأعز الذي يتذكر فيه المواطن السعودي بكل فخر واعتزاز هذه المناسبة التاريخية السعيدة التي تم فيها جمع الشمل ولَم شتات هذا الوطن المعطاء، اليوم الوطني يوم توحيد هذا الكيان العملاق على يد جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرمن - طيب الله ثراه - وفي هذه المناسبة الغالية نسجل فخرنا واعتزازنا بالمنجزات الحضارية الفريدة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة لحاضر زاه وغدٍ مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة بلدهم حتى أصبحت له مكانة كبيرة بين الأمم.وأنها ايضاً لتمر علينا هذه الذكرى لنستلهم العبر والدروس من سيرة القائد الفذ الملك عبدالعزيز الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله عز وجل أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد منطلقاته وثوابته التي ما زلنا نقتبس منها لتنير حاضرنا ونستشرف بها ملامح ما نتطلع إليه في الغد - إن شاء الله - من الرقي والتقدم في سعينا الدائم لكل مابه رفعة هذه البلاد وتحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -أيده الله بنصره- وإن مع هذا اليوم وفي كل عام إنما هو يوم تجديد العهد والولاء للمليك الغالي، رافعين أكف الدعاء أن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأن يديم العزة والشموخ لهذه البلاد تحت ظل قيادتها، فسجل يا تاريخ واكتب يا قلم الأمجاد الرائدة في ظل العيون الساهرة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظها الله- ودامت أفراح الوطن.