د. صالح بن سعد اللحيدان
في هذا الجزء من هذا المعجم أبين ضرباً مما هو شائع حتى بين عامة أهل العلم والأدب من مفردة بالغة الأهمية. وهذه المفردة هي (أبصر ويبصر)، فأبين ذلك على هذا النحو:
أبصر رأى
أبصر الطريق عرف مسالكه وما يؤدي إليه
أبصر من غيره أفهم وأعمق
أبصر الحكم وعاه وأحاط به ليحكم بما أدرك
أبصر القول فهمه على وجه أراده الطارح
أبصر الحكمة أحاط بها فهو يعمل بها عدلاً
أبصر الأيام يراد بهذا حلب الأيام تجربة وإدراكاً
أبصر نفسه عرف نفسه فهو يقف عند حده. وهذا من أفضل الحالات في الحياة. وقد جاء في الصحيح (رحم الله امرأ عرف قدر نفسه). ويرد هذا بلفظٍ آخر (أبصر بنفسه).
أبصر الفائت أدرك ما فات
هو أبصر يقال للرجل العاقل المكيث
أتركه يبصر يراد بهذا يتعلم من خلال التجارب
تبصر ترد هذه العبارة بمعنى العلم والرؤية
وتبصر بتشديد الصاد تدبر الأمر
وأبصار إنما ذلك جمع (بصر)
إبصار بكسر الهمزة رؤية
وأبصر قد ترد على صيغة المبالغة لكن على الحقيقة كما جاء عن جملة من العرب (أبصر من زرقاء اليمامة).
هذا وإنما العين المجردة أداة عاكسة لما يقابلها، ثم هي ترسله إلى الدماغ ليحلل تلك الصورة، وقد يرى المرء شيئاً ماثلاً أمامه لكن فكره منصرف إلى شيء آخر.
وبحسب الدراسات التحليلية المتطاولة فإن بعض العلماء في المجال النفسي قد أفادوا بعد هذه التحليلات بأن العيون بحسب ألوانها تحكي صفة، لكن هذا حسب الدراسات التطبيقية قد لا يكون ضربة لازب لأن الإنسان وإن كان لون عينيه يحكي صفة إنما هو ابن تربيته منذ الطفولة المبكرة، وهذا وجدته من بعض المعاينات التي أمامي، ولكن هنا أبين الصفات التي قد بينها أساطين العلم في هذا، وهذا على هذا النحو:
العيون السوداء تدل على الحزم والنفوذ مع شيء من المكر.
العيون العسلية تدل على المرح والذكاء المفرط ومحاولة إعادة التجربة.
العيون الرمادية تدل على الغموض وشيء من النرجسية.
العيون الصفراء تدل على حب المرح والجد والبشاشة.
العيون الصغيرة الدائرية تدل على الابتكار وشدة الحذر.
العيون الصغيرة المستطيلة من الجانبين تدل على سعة الحيلة والصلابة.
العيون المنحرفة (الأحول) تدل على الذكاء وطيبة القلب، مع شيء من حب الرئاسة لكن لا يدوم على هذا لحبه للسيطرة.
العيون الحوراء (الضيقة) تدل على حب الحياة والجد مع شيء من قوة الشخصية.
العيون الحوراء (الواسعة) تدل على سمة القيادة والتأثير على الآخر من طرف خفي، والعجلة في التصرف مع التوقي.
وكما قلت آنفاً، فإن هذا ليس أصلاً على الصفات؛ لأن التربية لها دور كبير في حياة الإنسان.
وما التوفيق إلا بإذن الله.