فهد بن جليد
شهادة المُنصفين العرب والمُسلمين في الدول الأوروبية ومقارنتهم لأسعار قطار الحرمين السريع المطروحة اليوم، بتلك الأسعار الموجودة في الغرب لقطارات كهربائية سريعة مُشابهة ولذات المسافة تقريباً، تُلجم أفواه المُتربصين بالمملكة والمُدَّلسين من المُرّجفين، فسعر التذكرة بين مكة والمدينة أرخص وأقل (سبع مرات) تقريباً من أي تذكرة مُشابهة بين مدينتين أوروبيتين، هذا دليل وشاهد (عملي) وشعبي من تلك الأصوات على أنَّ السعودية مُنذ الأزل تقدم تلك المشاريع العملاقة وتدفع المليارات استشعاراً بواجبها الذي شرفها الله به لخدمة الحرمين الشريفين، وأملاً في تحسين تجربة ضيوف الرحمن وجعلها رحلة مُيسَّرة وسهلة، ولا حضور لأي أهداف تجارية أو اقتصادية أو استغلال لمواسم الحج والعمرة كما يروج المُفلسون وأذنابهم.
إذا كنَّا نتحدث عن مشاريع عملاقة وعصرية قامت بها السعودية خلال العقود الثلاثة الأخيرة، غيَّرت من وجه المشاعر المُقدسة بما يُسهِّل ويُيَّسر على المؤمنين رحلتهم السنوية، لتجعل الحج والعمرة من أمتع وأسهل الرحلات الإنسانية بعد أن كانت رحلة (مشقة ومهالك) في عصور ماضية، كتوسعة الحرمين وقطار المشاعر ومُنشأة الجمرات، وخيم منى.. وغيرها، فنحن اليوم أمام مشروع سعودي جديد، وخطوة جبارة وعملاقة، تزيد من راحة الحجاج والمُعتمرين والزائرين وتُيَّسر عليهم، نحن أمام قطار الحرمين السريع الذي يُعد الأضخم والأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط .
تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لقطار الحرمين السريع بالرحلة الملكية التاريخية التي استغرقت ساعة وعشرين دقيقة، بقيادة طاقم سعودي بالكامل، ووصول سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- للمدينة المنورة مُستقلاً القطار ستبقى لحظة تاريخية، عالقة في ذاكرة الأجيال القادمة، خير شاهد على دور المملكة الصادق والكبير في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، والربط بين المدينتين المُقدستين بقطار كهربائي فائق السرعة من المتوقع أن ينقل أكثر من 60 مليون مُسافر سنوياً، ففي حضرة الملك أعلنت السعودية رسمياً أنَّ الحجاج والمُعتمرين بات بإمكانهم مُنذ اليوم استخدام القطار الكهربائي السريع للتنقل بين مكة والمدينة والعكس في رحلات إيمانية عصرية مٌيسَّرة، تحفهم رعاية الله، في صفحة سعودية مجيدة ومُشرِّقة من صفحات رعاية الحرمين والمشاعر المُقدسة.
وعلى دروب الخير نلتقي.