تحل علينا هذه الأيام الذكرى ال56 لثورة ال 26 من سبتمبر الخالدة وهي أكثر ألقاً وتوهجاً بعد أن أسهمت الحوثية في إعطاء سبتمبر مدلوله العميق بوصفه ثورة عظيمة ضد الظلم والطغيان والكهنوت خرج فيها اليمنيون من ربقة الاستعباد إلى فضاءات الحرية والبناء والعدالة الاجتماعية. وكان سبتمبر الخلاصة الخالصة لكل نضالات الشعب اليمني ضد الإمامة الكهنوتية التي كانت مشروعا كسيحا يستنزف طاقات الشعب ويجعله على هامش الإسهام الحضاري الإنساني.
تهل علينا الذكرى ال56 لثورة ال26 من سبتمبر الخالدة واليمنيون يواصلون نضالهم ضد فلول الإمامة التي ثاروا عليها في 1962م وتحاول الآن العودة إلى ماضيها الكهنوتي الاستبدادي المقيت عبر الحركة الحوثية التي جمعت في طياتها أسوأ ما في الإمامة منذ دبت على أرض اليمن أواخر القرن الثالث الهجري.
ولقد كاد الاحتفال السنوي بذكرى ثورة ال26من سبتمبر يفقد كثيرا من بريقه في العقود الماضية نتيجة نسيان الناس للعهد الإمامي البائد لتقوم الحوثية بتذكير الشعب بجرائم ذلك المشروع وفظائعه الأمر الذي اعاد لهذه المناسبة وهجها وبريقها وصار واضحا للعيان حجم الاحتفاء الشعبي بذكرى سبتمبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الميدان وهي رسالة قوية من هذا الشعب العظيم لأرباب ذلك المشروع الكهنوتي مفادها أن الشعب لن يفرط قيد انملة بتضحيات الآلاف من أبنائه الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل انعتاق اليمن وعزته وكرامته.
إن هذا الاحتفاء العريض لهذه المناسبة العظيمة لهو رسالة قوية الدلالة أن أجيال سبتمبر وأكتوبر متمسكة بمبادئ الثورة اليمنية الخالدة وأنها لن تستبدل ثورة سبتمبر الحقيقية بأخرى هجينة يطلق عليها أصحابها ثورة 21سبتمبر التي ليست سوى تاريخ نكبة اليمنيين واليوم المشؤوم الذي وثب فيه اللصوص من جديد واستولوا على جزء كبير من مؤسسات الدولة ومقدرات الشعب. حق لنا كيمنيين أن نحتفي بهذه المناسبة العظيمة وأن نجعل منها محطة هامة لقراءة ميراث الأحرار الذين صنعوا ذلك اليوم العظيم، ومحطة لشحذ الهمم ومراجعة الأداء وتجديد الولاء ولم الصف، وصولا إلى اللحظة المنشودة التي نحتفل فيها جميعا بذكرى سبتمبر المجيد في العاصمة صنعاء وقد انزاح عن اليمنيين الكابوس الذي جثم على صدورهم ونغص معيشتهم منذ 21 سبتمبر 2014 المشؤوم.
والطريق إلى ذلك اليوم يتطلب منا جميعا الالتفاف وراء القيادة السياسية بزعامة فخامة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي لن ينسى له التاريخ موقفه الصلب ضد عودة المشروع الكهنوتي الإمامي ورفضه الحازم لكل الضغوطات التي مارسها الانقلابيون عليه بعد انقلابهم المشؤوم وبعد أن فرضوا عليه الإقامة الجبرية في منزله، لأنه لو خضع يومذاك لضعوطهم وقام بتنفيذ طلباتهم، لكان استتب الأمر للإمامة الجديدة في طول اليمن وعرضه ولكنه فضّل الصمود ليقود اليوم معركة التحرير الكبرى بإسهام وإسناد من أشقائنا وأصدقائنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية. الرحمة لكل شهداء الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر، والنصر والسؤدد لكل الأبطال في كافة مواقع الشرف والبطولة والفداء، والخزي والعار لكل من تقاعس عن أداء الواجب الوطني المقدس في معركة التحرير الكبير، والشكر والعرفان لكل الأشقاء والاصدقاء الذين وقفوا مع الشعب اليمني في سنوات محنته، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكل عام واليمن في خير وإلى خير.
** **
معمر بن مطهر الإرياني - وزير الإعلام اليمني