ميسون أبو بكر
في منتدى الاتصال الحكومي في أبريل الماضي بالشارقة والذي كان عنوانه «الألفية الرقمية إلى أين» تحدث أهم صناع التقنية عما حققته وسائل التقنية المتعددة وعما أحدثته من تطور سريع، حيث أفرزت برامج فتحت آفاقا أوسع بكثير من الوسائل التقليدية، بل كانت مصدر تهديد لبقائها واستمرارها، وكان الحديث أيضا عن الذكاء الاصطناعي الذي أصبح مصدر قلق للبشر ولوظائفهم ومثار سؤال يفرض نفسه؛ ماذا سيحل بالإنسان إن حلت الآلة بدلا منه في العديد من الوظائف ومرافق الحياة!؟
التكسّب المادي هو الهدف الرئيس من وجهة نظر الكثيرين من وراء هذه الاختراعات، ولا أودّ أن أخوض ثانية في السؤال أعلاه والذي بات يفرض نفسه كلما تحدثنا عن التقنية؛ لكن في وجه هذا التسارع التقني والترقب لوسائل جديدة وقفزة أخرى لا أستطيع التنبؤ بها وهنا أتساءل: هل فتحنا باب حوار وورش نقاش مع أبنائنا حول خيارهم في تخصصاتهم الجامعية أو توجهاتهم المهنية؟ حيث لن تعود معظم الوظائف التقليدية موجودة على خارطة الحياة ومنها على سبيل المثال المهندس الكهربائي، ثم بعض التخصصات الطبية التي تقوم الأجهزة بفحص وتشخيص المريض دون الحاجة لتدخل الطبيب.
هل يعي جيل التقنية خارطة الطريق التي يجب أن يرسمها لمستقبله بعيدا عن رغبات الأهل التقليدية والوراثة الأكاديمية لتخصصات سبقهم أحد الوالدين إليها!
هل هناك استقراء لميول الطفل أو الطالب من وقت مبكّر ليكون حافزا له للإبداع والتميز في وظيفته ونافعا لمجتمعه ووطنه؟
ما هي المهن القادمة المستحدثة والتي تناسب إيقاع العصر؟ ما هي التخصصات الجامعية والمهنية التي تناسب سوق العمل وتتحدى البطالة التي عانى منها الخريجين نظرا لعدم مناسبة مخرجات التعليم لمتطلبات السوق.
الحديث عن مناهج التعليم حديث ذو شجون؛ فهل هذه المناهج متسارعة وسهلة التحديث؟ هل خرجت من أسوار المدارس والجامعات إلى التطبيق العملي متحدية الاقتصار على الجانب النظري الصامت؟
إن أردنا الحديث حول المخرجات الجامعية ووظائف المستقبل التي تتناسب وروح العصر والتسارع المجنون للتقنية سنفتح بابا قد يصعب إغلاقه، لكني أردت أن أقرع الجرس في موضوع يختص بالمستقبل وبفئة الشباب الذين هم كل المستقبل.