إنه لمن دواعي سروري وعظيم اغتباطي أن أشارك بهذه الكلمة المتواضعة أبناء وطني فرحتهم الغامره بمناسبة حلول اليوم الوطني للملكة العربية السعودية في الذكرى الـ88 والذي يطل علينا بتباشيره ومكتسباته ونحن نتفيأ في ظلال وارفٍ من الأمن والأمان والاستقرار فحمداً لله على ذلك، حيث أسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- هذا الكيان الشامخ ووحد شتاتها وجمع شملها على نهج قويم من الكتاب والسنه فأرسى دعائمها وأخلص النية في جميع أعماله فدانت له القبائل من كل حدَب وصوب مستمداً من الله العون والتوفيق.
إن توحيد المملكة العربية السعودية في عام 1351هـ لهو يوم أغر في جبين الدهر ويوماً خالداً في ذاكرة التاريخ يتكرر ويتجدد في كل عام بمنجزاته وخيراته التي لاحصر لها ونحن أكثر تلاحماً وانصهاراً مع قادتنا فالحمدلله على فضله ونعمائه.
وهنا يجدر بي أن أشير إلى موقف يليق بهذه المناسبة العظيمة وهو أن والدي رحمه الله كان له شرف الانضواء تحت راية الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في بعض غزواته وفتوحاته المباركه وخاصة فتح الأحساء في عام 1331هـ إذ يذكر والدي -رحمه الله- بأنه إذا ضربت الخيام في الصحراء وانتصف الليل تنحى الملك عبد العزيز عن الركب فيخلو بربه في الهزيع الأخير من الليل يصلي ويدعو لنفسه وللمسلمين عامة وإننا لنسمع أزيز صوت صدره أثناء الدعاء ومن ضمن ما كان يدعو به قوله (اللهم إن كان في عز للإسلام والمسلمين فانصرني) هكذا كان يدعو وهكذا كنا نسمع ونحن في الرحل فتم له ما أراد وحقق له النصر المؤزر في جميع غزواته ومعاركه، وشيد هذا الكيان العظيم بفضل الله أولاً ثم بفضل اعتماده على ربه في جميع أحواله مستعيناً بالله ثم من معه من رؤساء القبائل الذين كانوا له نعم النصير ونعم الظهير ثم تتابع من بعده أبنائه البرره الغر الميامين في حكم البلاد سائرين على نهج المؤسس الباني الملك عبدالعزيز -رحمه الله-.. لذا فلا غرو أن نستشعر هذه المناسبة العظيمة والغالية على قلوب جميع أبناء الوطن قاطبة لنستلهم منها العبر والذكريات العطره من واقع هذه الملحمة الوطنية البطولية.
هذا ما أحببت إيضاحه للإفصاح عن ما نشعر به نحن المواطنين من حسٍ وطنيٍ غيور ومشاعر فياضة تعم أرجاء الوطن.. وفق الله الجميع إلى ما فيه عزّ الإسلام والمسلمين.
** **
أحمد بن عبدالعزيز بن حمد السناني - مدير مدرسة العزيزية بالمجمعة سابقاً