«الجزيرة» - الرياض:
يواجه الكثير من سكان العالم نقصاً شديداً في المياه وبشكل يومي، حيث يؤدي ارتفاع النمو السكاني وتغيّر المناخ بصورة متزايدة والاستهلاك غير الرشيد إلى إحداث تغييرات في مدى وفرة المياه إذ أخذت مصادر هذه المياه العذبة في انخفاض معدلها وقد تصل الي نضوبها، وتحمل التغيّرات الحادة في الطقس وارتفاع مستوى سطح البحر مخاطر جمّة أبرزها زيادة وتيرة الفيضانات في بعض الأقاليم الجغرافية والجفاف في أقاليم أخرى ما حدا بالمنظمات ذات العلاقة المحلية والعالمية إلى الشروع في سن الأنظمة واللوائح لتنظيم استهلاك المياه والمحافظة عليها وأخذ التدابير اللازمة لتحسين إدارة المياه ومواجهة الارتفاع الكبير للطلب.
المملكة والتحديات
تعتبر المياه أحد أهم الركائز الأساسية في النهضة التنموية لأي بلد، وقد شكل شح وندرة مصادر المياه تحدياً للمملكة، ما جعلها ومنذ وقت مبكّر تضع الخطط والإستراتيجيات وسن التشريعات والنظم لتوفير المياه والمحافظة عليها وترشيد استهلاكها ودعم مصادرها الطبيعية بمصدر مياه غير تقليدي وهي المياه المحلاة التي يتم إنتاجها بواسطة محطات التحلية المنتشرة علي ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي ما جعلها تتبوأ الريادة على مستوى العالم في هذه الصناعة، وتنتج المملكة حوالي 7 ملايين متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، تنتج منها المؤسسة ما يزيد عن 5.2 ملايين متر مكعب يومياً وهو ما يمثل 70 % من إنتاج المياه المحلاة في المملكة؛ لتصبح المملكة المنتج الأول للمياه المحلاة في العالم، مستفيدةً من تميز المراكز البحثية السعودية في مجال تحلية المياه، والتي يأتي في مقدمتها مركز الأبحاث وتقنيات التحلية ومركز التدريب التابعان للمؤسسة اللذان كان لهما دور بارز في تطوير الكفاءة والزيادات المتلاحقة في إنتاج مياه البحر المحلاة. ويتم إمداد هذه المياه بموثوقية إلى مدن ومحافظات المملكة عبر منظومة من أنظمة النقل تبلغ أطوالها حوالي 7.700 كيلومتر.
تطوير الكوادر الوطنية ومعايير السلامة والصحة المهنية والبيئة
أطلقت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة العديد من المبادرات والتي نتج عنها برامج منهجية لتطوير الكوادر البشرية الوطنية ومعايير ومؤشرات لكفاءة الأداء ومعايير السلامة والصحة المهنية والبيئة واستدامه لضمان أمن الإمداد للمياه، إيماناً منها بأن إنجازاتها تعتمد على تطوير مواردها القائمة وطواقمها الفنية والبشرية العاملة بالمؤسسة التي تصل نسبة التوطين بها إلى أكثر من 96 % من حوالي 10 آلاف موظف سعودي لضمان استمرار عمل جميع محطات التحلية بكامل طاقاتها الإنتاجية وفق أسس منهجيه وعلميه تهدف إلى إنتاج المياه بشكل مستدام وبكوادر وطنيه وبتكاليف إنتاج تنافسيه محليا وعالميا وجودة إنتاج حسب المعايير القياسية وبما يضمن سلامة العاملين والمعدات بالمحطات وخطوط النقل وممتثلاً للمعايير والقياسات البيئية ويواكب التطور والتحول الرقمي والتقني الجديد الذي يلبي توجهات واحتياجات الدولة مما نتج عنه حصول نحو 95 % من الوحدات التنظيمية الفنية منها والإدارية على شهادات الآيزو وحصول معظم محطات التحلية مؤخراً على شهادات الآيزو للبيئة 14001 الذي وقف وراء النجاح الذي أسهمت فيه المحطات ومركز الأبحاث وقطاع التشغيل والصيانة.
رفع كفاءة العمليات التشغيلية وزيادة الإنتاجية
سجلت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة مؤخراً إنجازاً تاريخيا وقياسيا في تقنية وصناعة التحلية بزيادة إنتاجها من المياه المحلاة 3.6 ملايين متر مكعب باليوم إلى كميات تتجاوز 5 ملايين متر مكعب باليوم وبدون تكاليف رأسمالية ضمن تطبيق برنامج مبادرة زيادة الإنتاجية ورفع الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف التشغيلية لمحطات التحلية وتفعيل الاستفادة من الأصول الغير مستغله ورفع معامل التواجديه ومعامل السعة لمحطاتها القائمة، حيث وفرت هذه المبادرة بهذه الزيادة العديد من الموارد المالية التي تقدر بمليارات الريالات لتوفير كميات مياه إضافية تواكب التوسع التنموي والطلب المتزايد على المياه.. حيث قامت المؤسسة برفع مستوى التواجديه بنسبة (12 %) لمحطاتها من (84 %) إلى (96 %) وزيادة معامل السعه بنسبة (10 %) وتخفيض التكاليف التشغيلية لإنتاج المتر المكعب من المياه بنسبة (20 %).. ولم يتحقق هذا الإنجاز طوال تاريخ محطات التحلية سواء على المستوى المحلي أو العالمي ما يجعاها سابقة تعد الأولى من نوعها في العالم.
وتوج هذا الإنتاج زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- للعاملين بالمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بمحطات جدة بعد أن سجلت المؤسسة قصة نجاح فريده بأيدي وطنية حيث حققت طفرة إنتاجية غير مسبوقة في صناعة وتقنية التحلية على الصعيدين المحلي والدولي.
وتسعى المؤسسة استمراراً بتطبيق هذه المبادرة لزيادة الإنتاج بنصف مليون اضافية من المياه المنتجة والوصول إلى التواجديه بنسبه (98 %) وتخفيض التكاليف التشغيلية لإنتاج المتر المكعب من المياه بنسبة (10-30 %) لتكون رائدة في تكلفة إنتاج المياه المحلاة للوصول إلى أقل تكلفة على المستوى المحلي والعالمي.
تحسين كفاءة استخدام الأصول لمحطات المؤسسة
أطلقت المؤسسة العامة لتحلية المياه مبادرة تحسين كفاءة استخدام الأصول وخفض التكاليف التشغيلية بمحطاتها القائمة وذلك لخفض النفقات التشغيلية للإنتاج بما في ذلك الوقود لزيادة إنتاج المياه وزيادة الامتثال البيئي لمحطات التحلية وذلك للحد من الانبعاثات البيئية خصوصاً مركبات أكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين بالإضافة إلى التخلص من الرماد الكربوني المتطاير في محطاتها القائمة من خلال استبدال وحدات التحلية والطاقة والتي تعمل بالتقنية الحرارية وتستهلك سنوياً كميات كبيره من وقود الزيت الثقيل أو الغاز الطبيعي بوحدات جديدة تعمل بتقنية التناضح العكسي وتنتج كميات إضافية من المياه المحلاة وباستخدام كميات اقتصادية من الطاقة الكهربائية تنافس أفضل المعايير القياسية العالمية والتي كان من نتاج هذه المبادرة وتطبيقها على المحطات أدناه، زيادة إيرادات الدولة بنحو 25.5 مليار ريال جراء الوفر في تكاليف الوقود والتكاليف التشغيلية وزياده في كميات المياه المنتجة تقدر بحوالي 790 ألف متر مكعب يومياً خلال الفترة من 2020-2030م.. وجارٍ العمل لتطبيق هذه المبادرة على بقية المحطات:
محطة تحلية ينبع
إنشاء محطة تحلية ينبع بتقنية التناضح العكسي وتأتي هذه المحطة ضمن مبادرة تحسين كفاءة استخدام الأصول ويتوقع أن تسهم في رفع الإنتاج اليومي من المياه المحلاة من 100 ألف متر مكعب حالياً إلى 250 ألف متر مكعب مستقبلا.
محطة تحلية الخبر
إنشاء محطة تحلية الخبر التي تعمل بنظام التناضح العكسي وتأتي ضمن مبادرة تحسين كفاءة استخدام الأصول في رفع الإنتاج اليومي من المياه المحلاة من 223 ألف متر مكعب حالياً إلى 600 الف متر مكعب مستقبلا.
محطة تحلية الجبيل
إنشاء محطة تحلية الجبيل بتقنية التناضح العكسي وتأتي هذه المحطة ضمن مبادرة تحسين كفاءة استخدام الأصول ويتوقع أن تسهم في رفع الإنتاج اليومي من المياه المحلاة من 138 الف متر مكعب حالياً إلى 400 الف متر مكعب مستقبلا.
نجاح متميز للخطة التشغيلية لموسم الحج للعام 1439هـ
تواصل عطاء المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة خلال موسم حج هذا العام 1439هـ، في إطار الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن وانعكس على ما وفر من خدمات ومشروعات نفذت في مكة والمشاعر المقدسة وارتفع الإمداد والخزن والنقل لكميات المياه المحلاة المصدرة إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة إلى أرقام قياسية غير مسبوقة طيلة السنوات الماضية خلال موسم الحج 1439هـ، وكشفت الأرقام والإحصائيات عن زيادة استثنائية في الحصص المقررة لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، حيث قامت المؤسسة برفع مستوى تواجديتها وجاهزيتها وتحسين كفاءة العمليات التشغيلية لينتج عن ذلك زيادة في إنتاج المياه المحلاة بمحطات الشعيبة بمقدار 250 ألف متر مكعب يومياً وليرتفع إجمالي الضخ خلال موسم الحج لهذا العام إلى (40 مليون متر مكعب) من المياه المحلاة.
محطات التحلية والطاقة الكهربائية ينبع (المرحلة الثالثة)
امتداداً لمسيرة العطاء المباركة وبدعم ورعاية كريمة، من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع -حفظه الله- تنجز المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، مشروع محطة النحلية والطاقة الكهربائية في ينبع - المرحلة الثالثة- بطاقة إنتاجية 550 ألف متر مكعب يومياً باستخدام تقنية التبخير الوميضي متعدد المراحل وبطاقة تصميمية 3000 ميجاوات من الكهرباء. هذا المشروع سوف يخدم أكثر من 3 ملايين مستفيد يتوزعون في عدد من المدن والمراكز بدءاً بالمدينة المنورة، ينبع، بدر، الرايس، وعدد من المحافظات والقرى الأخرى -لأول مرة- منها الحناكية، مهد الذهب، واسط، الصويدرة، الرذايا, العوينة، العشيرة، اليتمه، وادي الفرع، الأكحل، السويرقيه، العقيله.
المشروعات تحت التنفيذ
هناك عدد من المشروعات تحت التنفيذ لإنتاج المياه ونقلها للمدن المستفيدة بمختلف أرجاء الوطن الغالي، حيث يبلغ عدد المشروعات الجاري تنفيذها 24 مشروعاً بتكلفة إجمالية 24.847.491.767 ريالاً، والمشروعات الجاري دراستها وتصميمها 23 مشروعاً بتكلفة تقديرية إجمالية 24.859.065.134 ريالاً أهمها:
مشروعات محطات التحلية
محطة تحلياه المياه بالشعيبة بتقنية التناضح العكسي بطاقه إنتاجيه. 400.000 متر مكعب يوميا وستخدم زوار بيت الله الحرام ومحافظة جدة. محطة التبخير الوميضي متعدد التأثير MED بطاقه إجماليه 91200 متر مكعب لخدمة زوار بيت الله الحرام بمكة المكرمة.
* محطة تحلية المياه بتقنية التناضح العكسي بالخبر بطاقة إجماليه 210.000 متر مكعب وتخدم مدينة الخبر.
أنظمة النقل
* نظام نقل مياه - رابغ - جدة - مكة (ويخدم جدة ومكة المكرمة بشكل أساسي)
* نظام نقل مياه - عرفات - الطائف، وفيه يتم نقل المياه لمشروعات الخزن الإستراتيجي بين مكة والطائف.
* طول خط الأنابيب: 44.6كم.
* طول النفق: 12.5كم.
* المدن المستفيدة: الطائف.
الخزانات الإستراتيجية
سعة الخزان الواحد170000م3
المدن المستفيدة:
* مكة المكرمة: 8 خزانات 1360000م3
* الطائف: خزانات 1530000م3
* نظام نقل مياه الطائف-تربه-رنية-الخرمة:
* طول خط الأنابيب: 107كم
* المدن المستفيدة: الباحة، قرى خط الجنوب «وادي ليه، السر، حضن، سدي رة، شقصان، قيا، غزائل»، وعبر تفريعة أبو راكة لتربة، رنية، الخرمة.
* نظام نقل مياه - الشعيبة - منى - بطول 86 كم.
* نظام نقل مياه - الشقيق المرحلة الثالثة بمجموع أطوال 500كم.
* المدن المستفيدة: أبها - صامطه - المجاردة.
بارجات متنقلة لتحلية
المياه المالحة من البحر
وضمن الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لمواجهة التحدي الكبير للطلب الحالي والمستقبلي على المياه المحلاة، وقعت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة اتفاقية لتوفير 150 ألف متر مكعب من المياه المحلاة الصالحة للشرب يومياً عبر (3) محطات تقام على بارجات عائمة، سعة كل محطة 50 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، حيث يتم تنصيب هذه البارجات مقابل محطات تحلية الشقيق لتغذية خزانات المؤسسة بالمياه المحلاة. وذلك لخدمة منطقتي جازان وعسير في المرحلة الأولى.
مشروعات جديدة
حمل شهر سبتمبر الحالي البشرى بصدور الموافقة السامية على إنشاء 3 محطات لتحلية المياه المالحة في كل من الخبر والجبيل وينبع، بطاقة إنتاجية تقدر بنحو مليون و250 ألف متر مكعب يومياً، ستزيد من كميات الضخ لغالبية مدن ومحافظات المنطقة الشرقية ومنطقة المدينة المنورة، والتي تحظى بمشروعات توسعية في منظومة المياه، والتي يعمل قطاع المياه بالمنطقة الشرقية ومنطقة المدينة المنورة على تطويرها وتعزيز قدراتها لاستقبال الزيادة في كميات المياه المحلاة.