فهد بن جليد
في بعض بيئات العمل العربية والخليجية والسعودية تندهش من ترابط شجرة الموظفين (العائلية) مهما تغيرت جنسياتهم الغربية، فبعد التمحيص ستجد أنَّ طوني الشرقي (ابن خالته) لتوني الغربي، فيما توني أصلاً (خيُّه) للخواجا ميشال، واللي ما تعرفه ولا يمكن تتخيله إنَّه ميشال (مجوَّز) من (بنت عمتك) يا رامي، اللي هو (نسيبك) يا طوني الأول... تبعاً للمثل القائل (كن نسيب) ولا تكون (ابن عم)!.
فالإخوة (العرب) في بعض المؤسسات والشركات طبقوا نظام التوظيف بالفزعة سواءً كنت (نسيباً، ابن عم، ابن خالة) طالما أنَّ هناك فرصة، القريب أولى من الغريب، يتنامون ويتكاثرون بطريقة تدعو للتفكر والتبصر، يهتمون ببعضهم البعض، يتعاضدون ويتكاتفون، يدعمون بعضهم لينجحوا جميعاً، ويحققوا أهدافهم، لذا يصعب التخلص من أيّ (توني) من (التونيات) أعلاه، لأنَّهم سلسلة مُتحدة ومُترابطة (كله يضبط كله)، عكس (بيئات العمل)التي يتنافس فيها بعض الموظفين (السعوديين) فيما بينهم وعلى حساب بعضهم البعض، لدرجة أن يُحارب الناجح وتُقلل إنجازاته على صعيد العمل ليفشل حتى لا يصعد ولا يكبر ولا يتطور، بل إنَّ هناك من يتمنى أن يكون هو (السعودي الوحيد) في محيط عمله، ممَّا يطرح أكثر من تساؤل حول سر غياب تعاضد وتكاتف بعض الموظفين السعوديين في بعض بيئات عمل القطاع الخاص -أسوة بغيرهم-؟!.
لدي يقين أنَّنا نستطيع أن نصنع (سلسلة شرعية) من الترابط الوظيفي المُستحق بيننا في كل بيئات العمل، وأن نُغيِّر المشهد بكل اقتدار ليُصبح صحياً أكثر في القطاع الخاص، متى ما كان قائماً على التوطين بالكفاءة والقدرة الإنتاجية، لا القرابة والمعرفة والمُحاصصة، ونظام (الستر والغطاء)، كل شخص يشغل وظيفته المُستحقة (باقتدار) لن يغضبه كلامي، ربما ضحك وعرف أنَّني أتحدث بحب وحرقة في ذات الوقت، حتى لا يتحول (الشماغ) إلى (ربطة عنق) جديدة في التوظيف، على طريقة (طوني) وجماعته!.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،