م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. رؤية المملكة لعام (2030) اعتمدت على ثلاث ركائز أساسية وهي: المجتمع الحيوي، والاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح.. فالمجتمع والاقتصاد هما جناحي الوطن لاعتلاء قمة العالم.. أما الطموح فهو الروح التي تدفعهما للتحليق إلى حيث نريد.. وقد تم تقديم الرؤية باستفاضة من الزاوية الاقتصادية في الإعلام المحلي والدولي.. وتطرق كل كتاب الرأي وكل متحدثي المنتديات المتخصصة والعامة عن الرؤية من زاوية التأثير الاقتصادي.. بل إن جل القرارات الخاصة ببرامج ومبادرات الرؤية كان معظمها يدور حول التطبيقات الاقتصادية.. من زيادة الإنتاج، ورفع المحتوى المحلي، وترشيد الإنفاق، وتوازن الميزانية، وتنمية الموارد غير النفطية، ومراجعة أنظمة المشتريات، وتدقيق تنفيذ العقود، وبرامج التخصيص وغيرها.
2. التأثير المجتمعي لرؤية (2030) لم يكتب عنه بما يناسب أهميته ودرجة تأثيره.. وما كُتِب عنه لامس الموضوع بسطحية وعمومية أفقدته الاهتمام.. رغم أن التأثير المجتمعي سوف يكون في عنفوان أوجه نتيجة للتحولات الاقتصادية والثقافية ذات التأثير المباشر على المجتمع.. كما أن كثيراً من الإجراءات الاقتصادية لن تتم دون اكتمال التطور المجتمعي في العادات والتقاليد والمفاهيم والثقافة.
3. «برنامج التحول الوطني» هو أحد أهم مبادرات الرؤية.. ويُعْنى بتطوير الكوادر البشرية في الحكومة بهدف رفع كفاءة الإنتاج.. وهذا لا يتحقق إلا برفع كفاءة أفراد المجتمع.. وهو أمر ليس بالسهل أو اليسير لأنه يعني تغيير ثقافة العمل.. والتغيير يواجه مقاومة.. فمقاومة التغيير سمة إنسانية.. وقلة هم الذين يملكون المرونة أو الفهم لأهمية التغيير للتطوير.. من هنا تبرز ضرورة تقديم «الرؤية» من الزاوية المجتمعية.
4. الاقتصاد وسيلة بينما المجتمع هو الأصل الذي تعمل الوسيلة لخدمته.. والرؤية قامت على أساس أن المجتمع ركيزة مهمة لتحقيق الرؤية.. واتخذت قرارات تاريخية تدفع بالمجتمع أن يكون أكثر حيوية وتوازناً.. وتتيح له أن يتفاعل مع التحول ومتغيرات العصر.. والرفع من جودة الحياة.. وتحقيق تنمية مستدامة.
5. رؤية (2030) تبدأ من المجتمع وتنتهي إليه.. وهو الهدف والغاية من الرؤية.. وهو المنطلق الأساسي لبناء اقتصاد مزدهر.. وكل رؤية طموحة وخطة ناجحة لا بد أن تُبْنى على مكامن القوة.. ومكمن قوتنا حكومة رشيدة ومجتمع فتي.