جدة - عبدالله الدماس:
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة مساء أمس الأول، ورشة عمل الهوية الحضارية والطابع المعماري لمدينة جدة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وأصحاب المعالي الوزراء والمتخصصين والمسؤولين، وذلك بفندق الريتز كارلتون بجدة .
وقال سمو الأمير خالد الفيصل في كلمة بهذه المناسبة: «يسعدني في هذا اليوم المبارك أن أكون معكم في هذه المناسبة العظيمة خصوصاً أنها تأتي في اليوم الثاني بعد احتفالنا باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية». وأضاف سموه «ولا أخفيكم أنني أعتز وأفخر بكل أبناء منطقة مكة المكرمة وفي مقدمتهم أبناء جدة على هذا الإنجاز الوطني العظيم والروح الوطنية التي تجلّت يوم أمس ولعلنا بهذه الصورة نقدّم أنفسنا في هذه المرحلة التي تمر بها المملكة أولاً لسيدي خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -، وثانياً لأبناء وبنات الوطن، وثالثاً للعالم أجمع ونعكس من خلالها أننا نستطيع أن نلبس الثوب السعودي في مختلف المجالات الثقافية، والفكرية، والعملية تحت راية التوحيد التي رفرفت على هامة كل سعودي، وأن نقول للعالم أجمع ارفع راسك أنت سعودي» . ومضى سمو أمير منطقة مكة المكرمة يقول: «وليس غريباً علينا أن نشحذ الهمم في سبيل الهوية الوطنية ولعل هذا الملتقى يعبر عن اهتمام الإنسان السعودي بجدة لأنه يستمر في العطاء الوطني العربي السعودي الإسلامي الذي نعتز به جميعاً ونحن لسنا بحاجة إلى النقل والتقليد الأعمى، بل نريد أن نأخذ بكل القيم والحضارات دون أن نفرِّط في عروبتنا وهويتنا وإسلامنا الذي سنبقى عليه إلى أن نموت وستبقى جدة عروس المدائن.. وستبقى جدة عروساً.. وهذا دور معالي الأمين».
بعدها ألقى معالي أمين محافظة جدة صالح بن علي التركي، كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة مكة المكرمة على رعايته لهذه المبادرة التي هي من بنات أفكاره، ولكل من أسهم في تحويل هذه الفكرة إلى واقع مطروح للمناقشة.
وأكد معاليه أن العنصر الأهم في صناعة هوية أي مدينة هو كيف يحب المواطنون مدينتهم وكيف يميزونها ويزينونها ويحافظون عليها ويبرزون نواحي الجمال فيها، لافتاً النظر إلى أن حب جدة ينعكس من خلال أهمية القضاء على مظاهر العشوائية على أراضيها، وأن نعالجها من تشوّهات التلوّث البيئي والسمعي والبصري قبل أن نلبسها ثوب الهوية المعمارية الذي يليق بعروس البحر الأحمر.
وكشف التركي عن أن أمانة جدة وبدعم من إمارة منطقة مكة المكرمة ومحافظة جدة اعتباراً من الآن ستطبق نظماً جديدة للرقابة على الصحة والبيئة والمطاعم، إلى جانب التخلص من الردميات وإعادة اللون الأخضر، وكذلك إزالة ونقل الورش ومواقع التشليح إلى مواقع خارج المدينة، وتلك مرحلة أولى ستتبعها مراحل تالية.
وكانت جلسات العمل قد انطلقت بورشتي عمل بعنوان «الهوية العمرانية والمشهد الحضاري» و «هوية مدينة جدة - الترميز الحضري» ناقشتا تحديد الطابع المعماري والحضاري لمدينة جدة بما يرسم لها شخصية مستقلة وهوية خاصة لهذه المدينة العريقة التي تمتلك مقومات كثيرة ومهمة، وتعد علامة بارزة ليس في المملكة فقط، بل في شبه الجزيرة العربية والعالم، كونها بوابة الحرمين الشريفين، والمدخل الرئيسي لضيوف الرحمن الذين يقصدون الأراضي المقدسة للحج والعمرة والزيارة.