«الجزيرة» - عبدالله الهاجري:
جاء مشروع قطار الحرمين السريع والذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عصر أمس الثلاثاء مؤكداً حرص القيادة الرشيدة على توفير أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين والزوار بأعلى المعايير، حيث تقوم هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين بتوفير كل سبل الراحة لضيوف بيت الله من حجاج أو معتمرين من خلال صرف كبير وتطوير مستمر وجودة عالية للخدمات المقدمة لهم. وأثبت مشروع قطار الحرمين ريادة المملكة المستحقة وقيادتها للعالم الإسلامي وقيامها بدورها الإستراتيجي في حماية وخدمة الحرمين الشريفين والشعائر المقدسة، ليأتي هذا المشروع استكمالاً لمشاريع عديدة تقوم بها قيادة هذه البلاد في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، كما جاء تحقيقاً لرؤية 2030م. وتقوم المملكة بدور ريادي تجاه ضيوف الله وتجاه المسلمين القادمين من العالم قاصدين الحرمين الشريفين، ليعبر هذا المشروع عن استشعار القيادة الرشيدة المسؤولية تجاه المسلمين في العالم من خلال تقديم خدمات متميزة لضيوف الرحمن، حيث بلغت تكلفة هذا المشروع أكثر من 60 مليار ريال، إذ تم تنفيذ 138 جسرًا و850 عبارة تصريف مياه للأمطار والسيول إضافة إلى أكثر من 60 مليون متر مكعب من أعمال الحفر و63 مليون متر مكعب من القطع الصخري والردم، وجرى تصنيع وتوريد 35 قطارًا كهربائيًا يتكون كل قطار من رأسين محركين وثلاث عشرة مقطورة ويستوعب كل قطار 417 راكبًا، فيما يبلغ كامل المسار على طول 450 كيلومترًا بمسار سكة حديدية مزدوجة تربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة مرورًا بجدة ورابغ، كما سيكون بالإمكان تسيير سبعة قطارات في الساعة بين مكة وجدة. ويتيح المشروع الفرصة لاستضافة مزيد من الحجاج والمعتمرين وتيسير تنقلاتهم وإقامتهم، حيث من المتوقع أن يرتفع عدد الحجاج في السنوات القادمة إلى 6 ملايين حاج وأكثر من 30 مليون معتمر سنوياً، فيما يعزز المشروع التقدم الاقتصادي في مجال النقل بتطوير منظومته وبخاصة سكك الحديد في ظل النقلة الكبيرة في حجم المشاريع التنموية التي تشهدها المملكة العربية السعودية، ولم تغفل هيئة النقل العام والشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» والمؤسسة العامة للخطوط الحديدة SRO أهمية توطين هذه الصناعة في خضم مضيها قدماً نحو إنجاز مشاريع النقل السككي بالمملكة، لا سيما مشروع قطار الحرمين، حيث سعت الهيئة مع المؤسسة العامة للتدريب التقنيالمهني لإنشاء معهد متخصص يُعنى بإيجاد قوى عاملة شابة سعودية مؤهلة تقنياً ومهنياً لإدارة وتشغيل وصيانة الشبكة، وذلك عبر توقيع اتفاقية شراكة إستراتيجية بين شركة «سار» والمؤسسة لتأسيس المعهد السعودي التقني للخطوط الحديدية «سرب». ويؤكد مشروع قطار الحرمين قدرة المملكة على الإنجاز وتنمية وتنويع مصادر اقتصادها، ويأتي مشروع قطار الحرمين ليعطي نموذجًا لما تقدمه المملكة من خدمات ذات جودة عالية للحجاج والمعتمرين والزوار والمواطنين، والذي يشمل كل الجوانب والخدمات التي يحتاج لها، حيث لا تنحصر الآثار الإيجابية لمشروع قطار الحرمين عند اكتماله في توفير وسيلة نقل آمنة وسريعة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، بل تتعدى ذلك إلى توفير فرص عمل مناسبة للخريجين السعوديين في مجال تشغيل وصيانة القطارات السريعة، إذ تشير التقديرات الأولية إلى أن المشروع، الذي يضم 35 قطاراً مجهزةً بـ 13 عربة لكل منها، ستحتاج إلى عدد كبير من القوى العاملة في تخصصات هندسية، ومهنية إدارية تتجاوز 3000 موظف 70 في المائة منهم خريجون سعوديون. يعد مشروع قطار الحرمين، أضخم مشاريع بالمملكة والأكبر على مستوى الشرق الأوسط، في تصاميم محطاته المستلهمة من معالم مكة المكرمة والمدينة المنورة وطابعهما المعماري الإسلامي الفريد. وأوضح المدير العام لمشروع قطار الحرمين المهندس محمد فدا أن التصاميم المعمارية البديعة لمحطات القطار الخمسة، استخدمت ألوانًا مميزة لكل محطة، فمحطة المدينة المنورة بأسقف خضراء فيما تزينت محطة مكة المكرمة باللون الذهبي، أما محطة محافظة جدة فباللون الفضي، كما لوّنت محطة رابغ باللون المعدني، وتتشارك معها في هذا محطة مطار الملك عبدالعزيز بجدة بلون يستلهم من رمال المنطقة الغربية رسوخه ونقاءه. ومن مزايا النقل السككي الأمان والسلامة، السرعة، السعة، الراحة، حماية البيئة، تقليص ازدحام الطرق إلى جانب الجدوى الاقتصادية.