أمل بنت فهد
لشهداء الوطن، منذ أول شهيد فاضت روحه دفاعاً وحباً وولاءً، إلى آخر شهيد في ميدان الكرامة والشجاعة، نقول لكم: تركتم الوطن أمانة لنا، لم ولن ننسى تضحياتكم، ولم نفرط بأمانتكم.
لرجال الأمن على كل الثغور، من شرعوا صدورهم في وجه الموت على الحدود، ومن كانوا بيننا وبين العابثين بالأمن درعاً منيعاً، نقول لهم: كل عام وأنتم بخير، وكل يوم نعيشه بسلام لا ننسى دوركم فيه، نثق بكم، ونفخر.
لقيادة هذا الوطن العظيم، قيادة صنعت بالحكمة مكانة لنا، وبالحزم أوقفت العابثين عند حدهم، وبالعزم أخذتنا لأحلام كبار، نقول لهم: لكم منا الولاء، والحب، والعرفان.
وللشعب السعودي العظيم، الذي قاوم خطط الخونة، وتصدى لأحلامهم في تدميرنا، والتف صفاً واحداً مع قيادته، وسحق آخر الأطماع في اختراق صفوفنا، نقول له: بالشعوب الواعية، وبالوفاء، والصبر، يصعب على الخونة العيش، وتموت مساعيهم قبل الوصول، لكم الشكر وكل عام ونحن في وطننا بخير وأمان.
ولكل إنسان نقول له في يومنا الوطني: حين يملك الإنسان وطناً فإن التغيير ممكن، والأحلام ممكنة، وكل من يتنفس على أرضه يستطيع أن يبذل في سبيله أي جهد، ليكون شريكاً في البيت الكبير، ولكن دون وطن فأنت وحدك في مهب الريح، ومال مشاع لقطاع الطرق.
لن تتوقف أحلام الطامعين، ولن تنتهي خططهم في نشر الفوضى بين الناس، لأنهم يقتاتون على الدماء، ويصطادون المحبطين ليحولوهم إلى أداة ومطية، وكل تلك الجهود تتهاوى أمام من فهم معنى الوطن، ليس حباً فقط، فالحب وحده لا يكفي، بل ولاء لا يقبل المساومة، إنه قضية محسومة، لا جدال فيها، في العثرة قبل القفزة، في المرض قبل العافية، في الضيق قبل السعة، في الجوع قبل الشبع.
فيا وطني، كل يوم وأنت قضيتنا الأولى، حاضر في قلوبنا وعقولنا، وطن الكرامة، ووطن الطموح، ووطن السلام والمحبة، ووطن الحزم والعزم.