د. صالح عبدالله الحمد
يحل يوم الأحد الموافق 13-1-1440 هـ المصادف 23-9-2018م اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية 88)، هذا اليوم العظيم الذي اجتمع به سكان هذه البلاد بقيادة المغفور له الملك الصالح عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود الذي وحَّد هذه الدولة المباركة الواسعة الشاسعة، على كتاب الله وسنَّة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فأقام الدين دعوةً ودولةً تأسست على العقيدة ومنهاج النبوة، وقام بحمد الله بتطهير البلاد مما يخالف شرع الله، وأرسى قواعدها على منهاج الكتاب والسنة، والتي ما زالت بحمد الله تسير عليه إلى اليوم.
ويعود هذا اليوم بتاريخه المحدد إلى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك عبدالعزيز - رحمه الله- برقم 2617 وتاريخ 17-5-1351هـ والذي يقضي بتحويل اسم الدولة من اسمها السابق إلى الاسم الحالي «المملكة العربية السعودية» ابتداءً من 21-5-1351هـ الموافق الأول من الميزان المصادف لـ23-9-1932م.
هذا اليوم يُخَلِّد ذكرى عميقة خالدة لكل مواطن سعودي وذلك حينما توحَّدت أراضي شبه الجزيرة العربية بمناطقها وأقاليمها تحت دستور رسمي واحد على يد الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- وذلك في عام 1351هـ لتأسس المملكة العربية السعودية الحديثة كما نراها اليوم.
وحيث إن هذا اليوم عطلة رسمية في جميع مؤسسات الدولة، فقد أُتِيحَ للمواطنين للاحتفال بعدد كبير من الفعاليات الحماسية، التي تُقام بالمناطق والمحافظات بأشياء متنوِّعة وفعاليات مختلفة تتناسب مع فرحتهم بهذا اليوم المجيد، الذي مَنَّ الله عليهم بتوحيد هذه البلاد، تحت راية التوحيد، بعد أن كانت ممزقةً تسودها الفرقة والتناحر، وانعدام الأمن والاستقرار، مما جعل المواطنين في ذلك الوقت يعيشون تحت خط الفقر، نتيجة التفرقة والتشاحن وانعدام الأمن والخوف المستمر، مما لا يجهله بعض الناس الذين عرفوا تلك الفترة السوداء المشؤومة والتي حمدوا الله أنها ذهبت إلى غير رجعة.
أما وإن توحّدت البلاد كما ذكرت، والتمَّ شملها بحمد الله تحت راية التوحيد، وسنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، وباتت تشعر بالأمن والأمان، والاستقرار بحمد الله، وقد بدأت قوافل الإصلاح والبناء والتعمير في كافة المجالات المختلفة، فشرعت الأنظمة، وأُنْشِئتْ الوزارات، وشُرع في إنشاء التطوير في كافة المجالات، المختلفة، من توسعة للحرمين، إلى شق الطرق وافتتاح المدارس والجامعات، والعناية بالصحة بافتتاح المستوصفات والمستشفيات، ثم افتتاح الكليات العسكرية المختلفة، واهتم كثيراً بالمحافظة على الأمن في الداخل، وعلى حدود المملكة، وأصبح الأمن والأمان بحمد الله نبراساً واضحاً تنعم به هذه البلاد، بتوفيق الله سبحانه وتعالى، ثم بجهود حكومتنا الرشيدة أيَّدها الله، وما زالت السفينة بحمد الله سائرة إلى بر الأمان، نتيجة الجهود المبذولة، والأعمال المستمرة، من ولاة أمرنا - حفظهم الله-، والحديث عن مسيرة بلادنا وتطورها الناصع في جميع المجالات يطول، لكن ما يجب التركيز عليه أن بلادنا بحمد الله شقت طريقها الأبيض إلى بر الأمان، وأصبحت شعلةً مضاءة من التطور والبناء، وأصبحت قاعدة يعتمد عليها بين كافة دول العالم المختلفة التي تتوافد وفودها على هذه البلاد من رؤساء ووزراء ووفود مختلفة، نظراً لأهمية هذه البلاد والثقة بها. حفظ الله بلادنا المباركة من كل سوء ومكروه، وأدام عليها الأمن والأمان، وحفظ الله ولاة أمرنا بحفظه، ليكملوا المسيرة مسيرة الإصلاح والبناء، والتطور، وجعل أيام بلادنا دائماً وأبداً أفراحاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.