م. عبد العزيز بن عبدالله حنفي
إن ذكرى اليوم الوطني 88 تأتي ووطننا يمر بمرحلة جديدة من التطور من خلال الرؤية المستقبلية «رؤية المملكة2030» التي تعكس تطلعات القيادة - حفظها الله - لبناء مستقبل مشرق لهذا الوطن وتحقيق التنمية الشاملة. اليوم الوطني ذكرى نفخر بها جميعا لكيان عظيم أرسى دعائمه وثبت أركانه رجل بذل الغالي والنفيس وهيأه الله تعالى ليجمع شمل أبناء الوطن الواحد ويوحد كلمتهم تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله أنه جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (طيب الله ثراه).
في مثل هذا اليوم من عام 1351هـ الموافق 1932م سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها الملك المؤسس - طيب الله ثراه - على مدى اثنين وثلاثين عاماً بعد استرداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م، حيث صدر في 17 جمادى الأولى 1351هـ مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية واختار الملك عبدالعزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية بعد مسيرة حافلة سُطرت فيها ملاحم خالدة في توحيد وبناء هذا الوطن الشامخ يوماً شهد تتويجاً لمسيرة جهاد ملك عظيم، وانطلاقاً لمسيرة جهاد أعظم نحو تنمية وبناء الدولة السعودية الحديثة.
لقد غرس توحيد المملكة أول بذور النماء التي تشكل منها عصب الاقتصاد السعودي، إذ أثبتت تجارب الأمم أن الأمن الوطني والاستقرار السياسي شرطان أساسيان للنمو الاقتصادي؛ وتنعم بلادنا ولله الحمد والمنة بميزة جمعت محاسن الدين والدنيا والفضل يعود لتوفيق الله عز وجل ولقيادتنا الحكيمة التي طبقت شرع الله وبذلك استطاعت أن تجنب البلاد أزمات اقتصادية وفتن كقطع الليل المظلم قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}.
وقد تميزت المملكة بنموها السريع في العديد من المجالات مما شجع رؤوس الأموال المحلية والخارجية على الاستثمار والاستفادة من الفرص والتسهيلات الكبيرة التي تمنحها الدولة مما ساعد في دفع عجلة التنمية.
لقد كانت انطلاقة هذه النهضة منذ اليوم الوطني السعودي الأول.. ولازال عطاء ذلك الغرس المبارك مستمراً، 88 عاماً حافلة بالإنجازات على هذه الأرض الطيبة والتي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس وواصل أبناؤه تحقيق الإنجازات المتواصلة سياسياً واقتصادياً وتنموياً في مملكتنا الحبيبة لتُجسد مسيرة البناء والرخاء للدولة الفتية وتتواصل مسيرة التنمية والتطوير في أبهى صورها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز (حفظهما الله) وفق رؤية المستقبل المشرقة «رؤية المملكة 2030».
فقد شهدت المملكة في العهد الزاهر مشاريع عملاقة في مختلف المجالات التعليمية والصحية والبلدية والعمرانية والطرق والمواصلات بالإضافة إلى المشاريع العملاقة التي شهدتها مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة خدمة لضيوف الرحمن، إلى جانب الارتقاء بالمستوى المعيشي والتعليمي للمواطن السعودي وغير ذلك من مشروعات التطوير والتحديث التي جعلت المملكة في مصاف الدول المتقدمة.
إن أهمية اليوم الوطني لدى أبناء الشعب السعودي تكمن في تلمس المنجزات والقفزات التنموية والحضارية التي شهدتها المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات والتي تؤكد صلابة التأسيس وقوة البناء لهذه الدولة المباركة والتي بنيت على أسس وثيقة وقواعد متينة هما كتاب الله الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فأثمرت أمنا ورخاء واستقرارا وطمأنينة.
إننا مطالبون اليوم أن نكرس الوعي بقيمة الوطن، ونشحذ الهمم لمواصلة البناء والتطور والتنمية الحضارية ونجسد فيه التلاحم مع القيادة الحكيمة ووحدة البلاد، وزرع روح الولاء والانتماء لهذا الوطن. من أجل رفعة هذه البلاد وبناء أمجادها التي تتوالى عاماً بعد عام. للعزة والرفعة والرقي تحقيقاً لرؤية وطن.
حفظ الله لهذه البلاد المباركة قيادتها وأدام عزها ورخاءها وأمنها وأن تستمر مسيرة البناء والنماء والعطاء إنه سميع مجيب.