فهد الحوشاني
مثلما تحتفل بقية الشعوب الحية والتي تحب أوطانها، بمناسباتها الوطنية ها هو شعب المملكة يحتفل بيومه الوطني، وكان الاحتفال هذا العام مميزًا متنوعًا شاملاً لكل المحافظات والمدن والأسواق والمتنزهات والمدارس، وحتى الاستراحات كانت مسرحًا لاحتفالات عائلية بهذه المناسبة! فكان احتفالاً رسميًا وشعبيًا يمتزج فيه الفرح بالفخر والاعتزاز بهذا الوطن وقادته. في هذا اليوم العظيم يحتفل الشعب ويتذكر بكل الفخر والامتنان جهود المؤسس البطل الموحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه. حيث نستلهم في هذا اليوم سيرته، ونتذكر الأهوال والصعاب التي مرَّ بها في سبيل تحقيق حلمه وإعادة مجد أبائه وأجداده. فجاهد وكافح ليبني لنا وطنًا كون مادته الأصلية من لبنات المجد مخلوطة بماء الذهب والاعتزاز، فشيد صرحًا عظيمًا عانق به عنان السماء، فأطلق عليه اسمًا جميلاً (المملكة العربية السعودية)، وطن من ابتكار وإنجاز عبد العزيز بن عبد الرحمن، جمع فيه شتات المدن والقرى فكوَّن هذه الفسيفساء الرائعة التي شكلت وطن المجد، وطن تجاوز في سنوات قليلة دولاً سبقتنا، وها نحن في المقدمة وهم ما زالوا (مكانك سر). والحمد لله أولاً وأخيرًا على نعمائه، وطن لم يكن أحد يتخيل أنه سيكون بهذا الجمال والقوة والمنعة، وإنه سوف يكون له الزعامة والريادة بين دول العالم! لكن الملك عبد العزيز الذي خبر السياسة وسبر أغوارها منذ نعومة أظفاره، وبتوفق من الله سبحانه وتعالى، استطاع تطويع المستحيل ليصبح ممكنًا وواقعًا نعيشه، فلقد كان صاحب رؤية ثاقبة، وعزيمة استطاع بها لَمَّ شتات الوطن، ليبني لنا وطنًا عظيمًا بألوان العزم والحزم. المؤسس لهذا الوطن رحل قرير العين مطمئن الروح والنفس بعد أن رأى حلمه يثمر وطنًا عظيمًا، رحل إلى جوار ربه، وعندها استلم الراية رجال أوفياء مخلصون ساروا على نهج والدهم، ليصبح للمملكة وزنها العربي والإسلامي والدولي، وهذه بلا شك ثمار سير الأبناء على نهج والدهم الصالح. وفي هذا اليوم نعرض لأبنائنا أمجاد الماضي وبطولاته وما بذله الآباء والأجداد من جهود مضنية لصناعة منجزات تحققت، وما تزال مسيرة الإصلاح والإنجاز مستمرة لتأخذ الوطن إلى محطات متقدمة ولمستقبل زاهر بإذن الله. فنحن على مشارف نهضة حديثة وطفرة طموحة تشمل كل نواحي الحياة.
في هذا اليوم العظيم يتجدد الولاء والبيعة لمولاي خادم الحرمين وسمو ولي عهده - حفظهما الله - وحق لكل مواطن الفرح والابتهاج وهو يعيش في وطن تتجدد فيه الرؤى، وتصدر فيه القرارات الكبرى التي ستسهم - بمشيئة الله - في بناء وطن المستقبل، وطن يسلم فيه الآباء راية الرخاء والنماء للأبناء، وطن العزة والكرامة، حيث الخطط الطموحة التي تسعى إلى أن تكون المملكة رائدة في كل المجالات، فليس لعزمنا حدود ولا يصد حزمنا سدود، خطط تستلهم رؤية (2030) والتي أرسى ملامحها ونظم عقدها مهندس المرحلة سيدي ولي العهد -حفظه الله.
أسال الله العلي العظيم أن يحفظ البلاد والعباد من شر الحساد، وأن يديم نعمة الأمن والأمان، وأن يمد جنوده المرابطين والمدافعين لرفعة راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله» على حدودنا الجنوبية، وأن ينصرهم على أعداء الدين والعروبة، وأن يطفئ نار المجوسية إلى الأبد.