ونحن إذْ نعيش في عالم متغير، ونحن إذْ نعلم اليوم أن الغد يحمل أخباراً مختلفة وتحولات محتملة، ونحن إذْ نحمل لواء العلم والمعرفة، ونتسلح بالهمة والعزيمة والحزم.
فإننا نستطيع ـ بتوفيق الله تعالى ـ أن نُحدث التغيير المطلوب ونجعل لوطننا المكانة التي يستحقها.
وهنا يبرز دورنا في التعليم، عندما نستشعر عظم المسؤولية، وأهمية العمل المتقن الجاد، وعندما نتيقن أن هناك من ينتظر مناً دوراً ريادياً ومحورياً في حياته، ألا وهو الطالب والطالبة، الذين يحلمون بأدوار مؤثرة في مسيرة الوطن ونمائه، ويعلمون تماماً أنهم قادة المستقبل ووقوده، الوطن يتألق يوماً بعد يوم ويثبت أنه مختلف ونوعي.
ولذلك أطلقت المملكة العربية السعودية رؤيتها الطموحة 2030، وبدأت فعلياً في برامج التحول الوطني 2020، وانطلقت المبادرات من جميع الجهات الحكومية المعنية ومنها وزارة التعليم بـ 18 مبادرة وطنية شاملة لكل جوانب الشخصية للطالب والمعلم والمجتمع التعليمي والمحلي كذلك، ووصلت هذه الرؤية لمكانة عالمية احترمها الجميع وذكرها وأشاد بها، وكل ذلك من أجل أن ينعم الوطن بمزيد من وسائل العيش الآمن ويحقق الريادة والتميز في كل المجالات.
وهذه حقيقة آمن بها الشعب وتناغم وتكامل فيها، تحديث الناس (المجتمع) اليوم ينطلق من مرتكزات ومبادئ الرؤية، ومشاريع اليوم تُبنى بأحلام وتوقعات المستقبل، وجيل اليوم يعيش في أحلام يقظة 2030.
إن المتغيرات التي نعيشها ليست إلا خير معين لنا لنتعلم كيف نسهم في مجتمع حيوي قوي، ذي اقتصاد مزدهر في وطن طموح، لم تعد العالمية لنا مطلباً أو مقصداً، بل الريادة هدفنا، وتحقيقها ممكن ومتاح، فكل مقومات النجاح والتفوق متوفرة وحاضرة، وكل الدعم المطلوب أصبح واقعاً ملموساً.
إنّ أبناء وطني قادرين - بتوفيق الله تعالى - على خوض مغامرات جديدة في كافة العلوم والمجالات، وإن توقعات العالم كله فيهم يفوق مجرد المشاركة إلى المنافسة والتميز، لقد تحرّر أبناء وطني من الخوف والتردد، وانطلقت المواهب والقدرات، وأصبحنا ننافس أنفسنا في بعض المجالات.
سيدي خادم الحرمين الشريفين، سيدي ولي العهد ـ حفظهما الله ـ : في هذه المناسبة الغالية والعطرة (ذكرى اليوم الوطني الـ 88)، ليس لنا إلا أن نقف إجلالاً واحتراماً وتقديراً لما تسطره أيديكم البيضاء من فياض الخير وعظيم الاهتمام بكل ما يحتاجه المواطن، وليس لنا إلا نعقد معكم العزم على تقديم كل مافي وسعنا لتقديم خدمة تعليمية تتوافق مع تطلعاتكم وتوجيهاتكم وتتواكب مع مستجدات هذا العصر ومتغيراته.
ونحن في إدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر ننعم بمتابعة واهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض ومعالي وزير التعليم وقيادات الوزارة وسعادة محافظ وادي الدواسر وسعادة محافظ السليل، تستلهم من سياسات وزارة التعليم كل أمورها الجزئية والدقيقة التي من خلالها يتم تعميق المفاهيم الوطنية المهمة بين طلاب وطالبات التعليم، ليكونوا بتلك الآمال منابر علم ورفعة، يفخر الوطن بهم، لتستمر مسيرة الخير والتقدم والازدهار لهذا الوطن المعطاء.
** **
- د. أحمد بن خضران العُمري - مدير التعليم في محافظة وادي الدواسر