عبدالله العمري
جاء منح الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية وسام الشرف الآسيوي إلى معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، وذلك تقديراً منهم لدوره الكبير والريادي ولما يوليه من دعم واهتمام كبير للإعلام الرياضي الآسيوي، كتأكيد وإنصاف على الدور الكبير الذي يقدمه هذا الرجل منذ أن تولى رئاسة الهيئة العامة للرياضة قبل أكثر من عام تقريباً.
فالإصلاحات والعمل والجهد الكبير الذي قدمه تعدت الشأن الرياضي المحلي السعودي الذي يعيش حالياً أفضل أيامه، ويكفيه أنه نقل الأندية السعودية من أندية مثقلة بالديون الى أندية أصبحت قادرة على جلب أفضل وألمع نجوم العالم ليلعبوا بدورينا الذي أصبح اليوم محط أنظار ومتابعة الإعلام الرياضي الخارجي.
وجهود آل الشيخ لم تقتصر على تطوير الرياضة السعودية فقط، بل تجاوزها إلى سعيه لتغيير حال البطولات العربية من بطولة تتهرب وتعتذر الأندية عن المشاركة فيها إلى بطولة بطلها سيحصل على مبلغ 6 ملايين دولار، وهو عائد مادي يتجاوز ما يحصل عليه بطل دوري أبطال آسيا وكذلك بطل دوري أبطال أفريقيا، مما جعل الأندية العربية الكبيرة والجماهيرية تحرص على المشاركة بدوري أبطال العرب أكثر من أي وقت مضى لأنها ستحصل على عوائد مادية ربما يتجاوز الميزانية السنوية لبعضها.
تركي آل الشيخ هذا الرجل بقوة شخصيته وصراحته التي لم يعتدها البعض نجح في تحريك المياة الراكدة داخل أورقة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي يضربه الفساد من كل جهة، وهو الفساد الذي تضررت منه المنتخبات والأندية السعودية كثيراً في المنافسات القارية. والشواهد والأدلة واضحة على استشراء الفساد داخل لجان الاتحاد الآسيوي لاسيما لجنة التحكيم، لكن معالي المستشار علق الجرس، ومع وجوده ستتغير كثير من قواعد اللعبة داخل هذا الاتحاد، والبداية ستكون من معركة انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي القادمة التي ستشهد تغيرات كثيرة ومثيرة، وعندها سيعود كل شخص حارب الكرة السعودية إلى حجمه الطبيعي.
ناهيك عن مواقفة الإنسانية التي يقدمها لجميع من ينتمي للوسط الرياضي من لاعبين وإداريين وإعلاميين، بداية بوقوفة مع الكثير من اللاعبين القدامى الذين أصبحوا في طي النسيان ومسارعته بتكفله بإقامة مهرجانات اعتزال كتقدير منه على ما قدموه لرياضة بلدهم.
ولعل بادرته الأخيرة تجاه المغفور له بإذن الله زميلنا الإعلامي خالد قاضي كافية جداً لتكشف مدى معدن هذا الرجل الطيب مهما اختلف أو قسى على الإعلام يوماً ما.
ومبادرته ومواقفه كثيرة لا يمكن حصرها بسهولة وهو يستحق هذا التكريم والوسام الذي حصل عليه، والأجمل أنه جاء من خارج حدود الوطن لكي لا يشكك فيه بعض ضعاف النفوس.