إبراهيم عبدالله العمار
من أشهر مشاهد فيلم The Matrix هي تلك التي تُظهر بطل الفيلم «نيو Neo» ورأسه موصول بسِلك ويُنزل معلومات هائلة إلى مخه بسرعة، وفي ثوانٍ وإذا به يُتقن قيادة طائرة أو فناً من فنون القتال، وهذه فكرة شديدة الإغراء بلا شك، فمن منا لا يريد أن يتحوّل إلى عالمٍ قويٍ يعرف كل ما تعرفه البشرية؟ هذا سيفتح أمامك أبواب كل شيء!
لا شك أن هذه داعبت خيالك، ولعلك قلت لنفسك: ليت هناك طريقة يتعلّم بها المرء بسرعةٍ هائلة كل ما يريد أن يتعلّمه. وتراها كثيراً في تلك الأوساط، وهي من الأشياء الشيقة التي تَرِد في الخيال العلمي، فيكتسب المرء مهارة أو قدرة في لمح البصر، وذلك بأن يشرب شيئاً مثلاً أو يبتلع حبة سحرية، لكن هذه خيالات طبعاً وليست حقيقة، لكن لا تبتئس، فقد وجد العلماء أن هذه الفكرة ممكنة! تعاون علماء أمريكان مع علماء يابانيين واستخدموا جهاز الرنين المغناطيسي بطريقة معيّنة، فنسخوا خريطة الإشارات الكهربائية في مخ شخص أتقن حل ألغاز صعبة، وأخذوا هذه الصورة وبثّوها عن طريق جهاز الرنين إلى مخ شخص آخر لا يعرف كيف يحلّها، وفوراً استطاع أن يحل الألغاز! هذه اكتشاف هائل ويمكن - نظرياً على الأقل - أن يجعلك في المستقبل القريب تستطيع تعلّم عدة لغات في ثوانٍ معدودة، أو أن تُتقِن الرياضيات والفيزياء والكيمياء في دقائق، ومن يريد تعلّم حرفة كالنجارة أو الحدادة أو الطبخ أو الحاسب فلن يحتاج لدورة أو تدريب، بل يستلقي في جهاز الرنين المغناطيسي ذاك ويجعل المعلومات تسيل إلى عقله! هذا أيضاً سيفتح الباب أمام علاج الكثير من الأمراض النفسية والعقلية، وذلك بنسخ ما في مخ إنسان سليم إلى مخ مصاب. كل هذه الأشياء ما زالت في أبكر بداياتها، وينقصها الكثير من التجارب والدراسات الدقيقة، لكنها تظل شيئاً مبشِّراً.
يا له من عصرٍ عجيب نعيش فيه. إذا ظهرت هذه التقنية في زمنك، وكان لك أن تختار 5 أشياء فقط تنزلها إلى مخك مباشرة، فماذا ستختار؟