رجاء العتيبي
الآن يمكنك أن تدخل قصر المصمك التاريخي في أيّ وقت تشاء, فإدارة متحف المصمك بقيادة الأستاذ/ ناصر بن عبدالكريم العريفي فتح الزيارة طوال اليوم وطوال أيام الأسبوع ولجميع الفئات والأعمار ليشاهدوا نموذجاً من عمقنا التاريخي ومكاناً تفوح منه رائحة الانتصارات والإباء والفخر.
يقول العريفي: «علينا أن نسهل زيارة المواقع التاريخية طالما أننا دولة سياحية», ويبذل مدير متحف المصمك التاريخي ناصر العريفي وفريق عمله جهوداً كبيرة في تسهيل زيارة كافة مرافق المتحف وفقاً لأهم للأطر التنظيمية الخاصة بالمتاحف.
كنا الخميس الماضي في زيارة لقصر المصمك بصحبة طلاب جامعة اليمامة (مادة التراث السعودي) التي يدرسها الطلاب كمادة حرة, مكثنا خلالها ساعة زمان، عشنا فيها أياماً خالدة رأينا فيها أثر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- كيف بذل الغالي والنفيس في استعادة حكم أجداده.
رأى الطلاب فيلماً أعدته شركة أرامكو عن فتح المصمك، معداً بعناية ودقة وجمال وسط قاعة طينية تشم فيه عبق التاريخ وجمال الماضي.. شاهدنا في هذا الفيلم مقدار الشجاعة والبسالة والدهاء التي يتمتع به الملك عبدالعزيز ورجاله الأوفياء؛ وفي لحظات عصيبة كان الانتصار المؤزر حليفهم, رأس الشلفا والخوخة والبوابة الخشبية العتيدة شاهد (مادي) حتى اليوم لا تملك إلا أن تقف عندها وتتأملها طويلاً.
ها نحن اليوم ندخل المصمك بسهولة من بوابته التاريخية، ندخله كمتحف مهيب تحكي كل تفاصيله ومعروضاته ومقتنياته زمنا خالداً نكن له كل تقدير واحترام، ومنه انبثقت المملكة العربية السعودية إحدى دول العالم الأكثر تأثيراً.
مكث الملك عبدالعزيز ثلاثة عقود في توحيد الدولة (1902 - 1932) و88 عاماً منذ ظهور اسم (المملكة العربية السعودية) كما نعرفها اليوم بحدودها السياسية, وبملوكها العظام ورجالاتها الأوفياء وشعبها الأبي.
تتداعى لنا مثل هذه المعاني الجميلة في يومنا الوطني الـ 88 (الأحد الماضي) من خلال صور شتى: أفلام, مسرحيات, فعاليات, حفلات, أنشطة, زيارات, محاضرات, ندوات, كأكبر احتفالية وطنية تشهدها بلادنا بوصفها تعبر بصدق عن صورة من صور التلاحم والوحدة الوطنية والتاريخ المجيد.
وعرفاناً بالجهود التي يبذلها المعنيون لا يسعنا إلا أن نشكر الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني, ومتحف المصمك التاريخي, وجامعة اليمامة, ليكون تراثنا الثري المتنوع وتاريخينا العظيم لحظة انتماء وولاء وهوية وانطلاقاً نحو المستقبل إلى (نيوم).