أحمد المغلوث
الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - مؤسس هذا «الكيان» الذي يحتفل بذكرى يومه الوطني هذه الأيام، بل يحتفل معه العديد من الدول الخليجية والعربية الشقيقة تقديرًا وحبًّا لهذا الكيان الشامخ الذي بات - ولله الحمد والمنة - موضع تقدير العالم، كل العالم؛ وبالتالي باتت المملكة السعودية «عظمى» بمكانتها الإسلامية والوطنية، وبقوتها العسكرية التي جعلتها - كما أشارت إلى ذلك التقارير العسكرية - تحتل مكانة متقدمة في القوات العسكرية في العالم. والاحتفال باليوم الوطني يعيدنا إلى إحياء ذكرى المؤسس عبر 88 عامًا من التلاحم المصيري بين القيادة والمواطنين. هذا التلاحم الذي جعل هذا الكيان يستمر يومًا بعد يوم من الوفاء والإخلاص والعطاء التنموي المستمر منذ أن وحَّد المؤسس - رحمه الله - هذا الوطن الواسع والكبير ومترامي الأطراف من البحر الأحمر إلى مياه الخليج، ومن حدوده شمالاً إلى حدوده جنوبًا.. والغني بشعبه وثرواته الطبيعية متعددة الأنواع والأشكال التي تكمن في أعماق أراضيه وفوقها. كل هذا وذاك جعل للوطن مكانته العظيمة التي راح العالم بكل صدق وعرفان يشير إليها بالبنان. فلا عجب أن يحتفل بعد هذا وقبل هذا وطننا بيومه الوطني؛ فهو ذكرى عطرة، ويوم وطني سعيد. وكل عام ووطننا وقيادته ومواطنوه ومحبوه الكُثر بخير.
والجميل أن يوم وطننا الـ88 يعيش فرحة نجاح موسم الحج، ويعيش وهو يشاهد إنجازات الوطن في مختلف المناطق تنمو وتسمو مثل النباتات والأشجار يانعة عطرة بالخير للوطن، وبالرخاء لمواطنيه والمقيمين فيه. ويأتي يومنا الوطني والوطن بألف خير وخير، يسوده الأمن والأمان، وتظلله أشجار الاستقرار في الوقت الذي تعاني فيه العديد من الدول ما تعاني من المحن والاضطرابات وعدم الاستقرار.. بل هناك دول في هذا العالم مثقلة بالهموم والمصائب والمآسي التي سالت بسببها الدماء، وانهار اقتصادها، وتراجعت أسعار عملاتها؛ وهو ما أوجع قلوب شعوبها؛ وهاجر منها الملايين باحثين عن الأمن والأمان. لكن الله سبحانه وتعالى أكرم هذا الكيان (مهبط الوحي والإيمان)؛ فجعل فيه بيته أقدس مكان. ألا يحق لنا بعد ذلك أن نحتفل ونعتز ونفخر بوطننا العظيم، وطننا الذي يتميز عامًا بعد عام. ولو عاد الواحد منا - وعلى الأخص رجال التاريخ والأدب والإعلام، وحتى غيرهم من أبناء الوطن - ليطالع ما كان يردده قادة هذا الوطن في مثل هذه المناسبة التاريخية (اليوم الوطني) لوجد أنهم يرددون ويؤكدون دائمًا وأبدًا أنهم يريدون لهذه الأمة أن تكون أحسن أمة، تعيش دائما تحت ظلال الخير والنماء والأمن والاستقرار بعيدًا عن الهموم والمشاكل والأزمات والتحديات.. لذلك حرص قادة وطننا الحبيب، بدءًا من المؤسس - طيب الله ثراه - ومرورًا بأبنائه الملوك - رحمهم الله - ووصولاً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - أمد الله في عمره، ومتعه بالصحة والعافية -، وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان، أن نعيش حياتنا في رغد وحب، ونحتفل دائمًا بمناسبات الوطن الدينية والوطنية وهو خالٍ من الهموم والمشاكل؛ لذلك حرصت قيادتنا على تحقيق ذلك وأكثر من ذلك؛ إذ حرصت على تعزيز التلاحم بين أطياف الوطن، وحاربت الإرهاب، وضربت بيد من حديد على كل من يحاول العبث بأمن وطننا، وسعت إلى اجتثاث الفساد ودحر الأعداء وحماية المسلمين وأمة الإسلام من كوابيس المصائب والنكبات والأحزان.. انطلاقًا من المبادئ والقيم التي تؤمن بها حق الإيمان.
حفظ الله لنا قيادتنا ومواطنينا وهذا الكيان.