مرات - إبراهيم الدهيش:
والوطن يحتفل بيومه الـ(88) تتجدّد الذكريات بطول وعرض خارطته وكباقي مناطق ومحافظات (وطن العطاء) تستعيد محافظة مرات ذكرى مؤسس هذا الكيان الشامخ ومن بعده أبناؤه البررة يوم أن اتخذ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه - مرات كأولى وأهم محطات توقفه وإقامته في ذهابه وإيابه من وإلى الحجاز أو في توجهه وعودته من غزواته، يلتقي فيها برعيته ومواطنيه الذين يتوافدون عليه من شتى المناطق ويأتون إليه من على بعد مسيرة عشرة أيام يتفقد أحوالهم ويقف على احتياجاتهم ويلبي مطالبهم ويطمئن على أوضاعهم. أرّخ لذلك عددٌ من المؤرِّخين والرحالة والباحثين من أمثال عبدالرحمن السبيت ويوسف ياسين ومدحت شيخ الأرض وفي كتابه (نجد وملحقاته) قال أمين الريحاني ما نصه: (وها هو ذا قد أناخ في مرات بلد امرئ القيس فجاءته الوفود من الوشم وسدير مسلّمة عليه وها هو جالس في فسطاطه يسمع أحد الشعراء يتلو قصيدة في مدح الإمام وانتصار جيوش التوحيد). شيد بها قصراً في عام 1350هـ سمي باسمه «رحمه الله» محيطه يبلغ (500) متر انتقلت إليه بعد اكتمال بنيانه محطة اللا سلكي التي كانت في الأصل موجودة في البلدة منذ عام 1345هـ كواحدة من أقدم المحطات في المملكة وبه مركز للشرطة والسجن ومحطة للوقود خاصة بجلالته ومسجد ومركز للبريد وبئر ماء للسقيا وعدد من المرافق الخدمية المساندة. وعلى خطاه سار أبناؤه وأحفاده من بعده فحظيت المحافظة بزيارات عديدة لعدد منهم كان من بينها تلك الزيارة التاريخية لـ(أمير الرياض) خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يوم 29-3-1392هـ كحدث استثنائي بقي محفوظاً ومحفوراً في ذاكرة أهالي مرات قاطبة لا يزال عبقها يعطِّر أجواءها ويسكن كل زواياها.