ذكرى تتجدد على مر الزمان وحدث فارق له ما بعده من الأحداث، تلك هي ذكرة ملحمة توحيد المملكة العربية السعودية، ملحمة تحكي كفاح الأجداد والآباء لتصنع مجداً تليد صلب التكوين براق المظهر وكياناً متماسك الأركان وجد ليبقى على مر السنين والأزمنة شيّد على أسس متينة وقيم سامية جوهرة عقيدة التوحيد الخالصة، فكان توحيداً لأرجاء الوطن تحت راية التوحيد بقيادة حكيمة من قائد فذ ملهم -طيب الله ثراه- تعهدها من بعده أيدي أبنائه البررة ملوك هذه البلاد لتصبح المملكة دولة عصريّة لها اعتبارها وثقلها السياسي والاقتصادي وتأثيرها الفاعل على الساحتين الإقليمية والعالمية.
ولا شك أن من أهم مقومات ودعائم توطيد أركان الدولة الفتية ومتطلبات تماسكها تنمية مواردها البشرية وتأهيل السواعد والعقول الوطنية القادرة على المشاركة الفاعلة في مسيرة البناء، فكان إحدى أولويات المؤسس -رحمه الله- وأصحاب الجلالة من بعده الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - العمل على إيجاد فرص التعليم العام والجامعي والبعثات الخارجية وتوفير الدعم المناسب لها وتخصص قدر كبير من الإنفاق الحكومي للتعليم, وكان إنشاء مديرية المعارف عام 1344هـ وشكل إنشائها الانطلاقة الحقيقية للتعليم النظامي في المملكة حيث كان التعليم في السابق يقتصر على الكتاتيب وحلقات الدروس بالمساجد, وأعقب ذلك إنشاء وزارة المعارف عام 1373هـ والتي تولت الإشراف على تأسيس المدارس ومؤسسات التعليم العالي في حينه وكذلك التعليم التقني, فانتشرت المدارس والجامعات في أرجاء البلاد وارتفعت مخصصات التعليم من الإنفاق الحكومي.
وفي الختام لا يسعني وهذه الفرحة الوطنية الغامرة تلف كل أرجاء الوطن إلا أن نحمد الله على ما من به على بلادنا من نعمة الأمن والأمان، وأن أتقدم أصالةً عن نفسي ونيابة عن الجامعة ومنسوبيها بالتهنئة الخالصة إلى القيادة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وإلى نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان وإلى الأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم. داعياً الله أن يغفر لمؤسس وموحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - وملوك هذه البلاد، وأن يطيل بعمر خادم الحرمين الشريفين، ويديم على بلادنا نعمة الاستقرار والازدهار ظلاً ورفاً.
** **
د. عبد الله الربيش - مدير جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل