عبد الاله بن سعود السعدون
في اليوم الوطني لبلادنا الغالية المملكة العربية السعودية نشعر بالفخر والاعتزاز بالمكاسب والمنجزات المتواصلة التي حققتها قيادتنا المخلصة، والترابط الصادق بين الشعب السعودي الوفي وقمة هرم الحكم المتمثل بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان نصرهما الله وأبقاهما مصدر أمل منير للشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية ورمزاً عالمياً مؤثراً في السياسات الإقليمية والدولية.
ان بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية بقيادتكم الحكيمة والشجاعة وريثة المجد العربي والإسلامي، فمن مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - انطلقت جيوش المسلمين لنشر دين الإسلام والدعوة إلى المبادئ السمحة التي جاء بها نداء الإسلام متجهة إلى بلاد الشام والعراق وفارس، وبتكبيرات سعد بن أبي وقاص والقعقاع - رضي الله عنهما - أبطال القادسية ما زالت تدوي في اذان أحفاد رستم والهرمزان وكسرى ليحيل صداها رعباً وخوفاً من جند من طاع الله قوات الحق والقوة جيش المملكة العربية السعودية، وبمساندة الأشقاء في قوات التحالف الإسلامي مسلحين بعون من الله ونصره، ومن ثم مجهزون بأحدث الأسلحة المتطورة وبأفضل المعدات العسكرية في العالم الجوية منها والبحرية والبرية والصواريخ الاستراتيجية، والمثال الحي على مكانة بلادنا الغالية في محيطها العربي والإسلامي بتنفيذ مناورات (رعد الشمال) الناجحة وبمشاركة عشرين دولة عربية وإسلامية بكل صنوف جيوشها الحديثة، متفقين على قيادة واحدة لدحر الإرهاب والطائفية.
وتبرز سياستنا الخارجية الرزينة والفعالة في تحقيق المراكز المتقدمة في عالم الدبلوماسية الصادقة في مجالها الإقليمي والدولي والمعتمدة على الثقة والاحترام والتمسك بكل المواثيق والمعاهدات الدولية حتى غدت رمزاً للدبلوماسية الناجحة ولازمت مسيرتها الصادقة منذ أن أرسى أسسها الأولى رائدها شهيد القدس الفيصل - رحمه الله - ونماها مطوراً باستراتيجيتها الحديثة فقيد الدبلوماسية العربية الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - والتزم بأصولها تنفيذياً والسير على نهجها الوزير الشاب عادل الجبير الذي أثبت وبجدارة الخبير بدهاليز السياسة العالمية في ترجمة شعار التضامن الإسلامي وبتوجيه القيادة العليا على أرض الواقع لمشروع حي أطلق عليه التحالف الإسلامي، والذي قوبل بالتجاوب السريع لتبني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لندائه مع التقدير العالي لسياسة بلادنا الغالية إقليميا ودولياً، وأثبت الوزير الجبير بنشاطه وقوة إقناعه الدبلوماسي بأنه خير خلف لخير سلف، وقاد حملة عاصفة الحزم وعودة الأمل دبلوماسياً بالشكل الراقي مما نال إعجاب الصديق وذهول العدو.
المملكة العربية السعودية بما حباها الله سبحانه وتعالى من منزلة اقتصادية متقدمة عالمياً في عهدكم الميمون بتمكنها لدرجة الكمال الاقتصادي في مشاركتها بعضوية الدول العشرين المتقدمة اقتصادياً في العالم.
كل هذه المكاسب السياسية والاقتصادية جاءت ثمرة موروثة للجهود المتراكمة تطويرياً منذ عهد الإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود - غفر الله له وأسكنه الله جنات النعيم - وكذلك في عهد أبنائه الأشاوس الملوك سعود والفيصل وخالد والفهد وعبد الله - رحمهم الله جميعاً - حتى جاء عهدكم المبارك رمز العدالة والفخر مجمع شيم العرب وشجاعة وحكمة نسبكم الأصيل مميزاً هذا العهد باعتلاء بلادنا الغالية مركز المبادرة في الدفاع عن الحق العربي، ومحاربة الإرهاب العالمي بكل جرأة وشجاعة وإقدام وبالرأي السديد منفذاً بطموحات الشباب من قيادتنا الشابة المخلصة المتمثلة بالشخصية المميزة لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود أيده الله ركناً قوياً لعهدكم الزاهر، والذي برهنت الأحداث المتسارعة التي تعيشها منطقتنا الإقليمية شجاعته وكفاءته العالية ونجاح خططه المستقبلية ومدى إخلاصه للمليك والوطن، والرغبة الصادقة لخدمة شعبنا الوفي العربي السعودي وأمتنا العربية والإسلامية.
إنها دعوة صادقة لكل الزملاء الإعلاميين والمفكرين في خليجنا العربي لتوحيد منظورهم وآرائهم السياسية والفكرية نحو هدف واحد يخدم الأمن القومي والمصلحة العليا لشعبنا الخليجي العربي وأمتنا العربية والإسلامية في هذا الظرف الصعب المتسارع بأحداثه الذي يستوجب أن نوحد صفنا ونكتب بقلم واحد، لدحر أكاذيب وافتراءات أعداء أمتنا والطامعين بجغرافيتنا وسيادة أوطاننا.
شكرا لمقامكم السامي يا مليكنا الحبيب سلمان العروبة والسلام ودعواتنا الصادقة بأن يمن الله تعالى على مقامكم السامي بالصحة والقوة والتوفيق من عنده لما قدمته لشعبك السعودي النبيل والذي يبادلك الحب والولاء والوفاء في وحدة وطنية صلبة امتناناً وعرفاناً للمكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها في عهدك المبارك، حتى أصبح المواطن السعودي يحظى بالتقدير والاحترام مرفوع الرأس أينما اتجه إلى أي دولة من دول العالم كافة.