في يوم الوطن، يتحتم على كل واحد منا - من باب مقتضيات المواطنة المسؤولة - أن يسأل نفسه أولا، ومن ثم يسأل كل من أوكل إليه مسؤوليته من أبناء، وزملاء عمل، سؤالا جوهريا، وهو: ماذا قدمنا لمجتمعنا ووطننا؟. سؤال يجب أن نقف عنده وقفة تأمل، ومحاسبة ذاتية، كل منا حسب مسؤوليته سواء كان طالبا، أو معلما، أو موظفا، أو مسؤولا، أو رجل أعمال، أو حتى إن لم يجد عملا بعد أو غير ذلك. والمحدد الرئيس في الرضا عن النفس في الإجابة عن هذا السؤال، هو: هل بذلت - بحق - وسعي في تحمل مسؤوليتي تجاه وطني، على المستوى الشخصي، أو الأسري، أو المجتمعي، أو الوطني؟.
نحن اليوم في وطننا الغالي، في خضم نهضة شاملة، وفق رؤية واضحة، ومحددة. ترسم الطريق «لوطن طموح» يقوده، ويطير به نحو العلا جناحان رئيسان - حسب ما حددته رؤية المملكة2030 - وهما: حكومة فاعلة، ومواطنة مسؤولة.
والمواطنة المسؤولة هي مسؤوليتنا جميعا التي ينبغي علينا تحمل تبعاتها تجاه حياتنا، وأعمالنا، ومجتمعنا. ومتى أدى كل منا مسؤولياته بوعي، وحب تجاه وطنه، متسلحا بقيم راسخة، واعتزاز بهويتنا الوطنية، ووفق مبادئنا الإسلامية الراسخة، فإننا بذلك نبني معا «مجتمعا حيويا» بحق كما خططت له رؤيتنا - رؤية المملكة 2030-، وذلك كله يقودنا نحو «اقتصاد مزدهر» يليق بوطننا ومجتمعنا، مستثمرين الفرص استثمارا فاعلا، وفق تنافسية جاذبة، تبني وفق منهجية، ورؤية مستمرة ومتطلعة دائما نحو الرقي والتقدم.
في يوم الوطن، أجدد العهد على نفسي، وأدعو زملائي في قطاع التربية والتعليم على وجه الخصوص، أن نضطلع بمسؤولياتنا العظيمة تجاه بناء «وطننا الطموح»، من خلال مسؤوليتنا الرئيسة في صناعة التغيير لبناء «جيل حيوي»؛ نعزز فيه الشخصية السعودية، والهوية الوطنية، ليسهم في بناء «اقتصاد مزدهر» لوطننا، لننعم جميعا بالرخاء والنماء في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، حفظهما الله ورعاهما، وأدامهما ذخرا للوطن وأهله.
** **
* أ.د. فهد بن سليمان الشايع - عميد كلية التربية بجامعة الملك سعود - رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية