في هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا وقلوب جميع أبناء الوطن والتي تجسدت فيها الوطنية في أسمى معانيها وبذل فيها أبناء الوطن الغالي والنفيس من أجل توحيد الوطن ووضع اللبنات الأولى لبناء نهضته الحديثة ولابد ونحن نعيش هذه الذكرى الغالية أن نتذكر مؤسس هذه الدولة وموحدها وباني أمجادها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي وحد الصف ونشر الأمن والأمان والاستقرار في ربوع المملكة، وسار على نهجه أبناؤه البررة من بعده، وصولاً إلى عهد قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز».
تأتي هذه المناسبة الغالية في وقت يكتسب فيه وطننا كل يوم مزيداً من التقدير والاحترام من كل شعوب العالم لما يحققه من نجاحات على جميع الأصعدة وفي شتى المجالات، حيث سبقت دولتنا الكثير من الدول بفضل الله تعالى، ثم بفضل القواعد الراسخة والأسس الحكيمة التي وضعها الملك المؤسس لنظام الحكم في المملكة اعتماداً على كتاب الله وعلى سنة نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - التي كانت بمثابة الدستور الذي التزم به كل أبناء الملك عبد العزيز في حكم البلاد من بعده، بعد مبايعة الشعب لهم.
وها نحن اليوم نعيش في ظل قيادة مليكنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، مواصلين مسيرة 88 عاماً من التقدم والازدهار والنهضة الحضارية والعمرانية والتقنية في شتى مجالات الحياة التي تهيئ للفرد والمجتمع تربة خصبة لحياةٍ سعيدة وآمنة يزهو ويسمو بها، وقد نال التعليم القسط الأكبر من الاهتمام منذ تأسست المملكة، إذ وجد التعليم من الملك عبدالعزيز رحمه الله اهتماما كبيرا فأسس المدارس بمختلف مراحلها التعليمية كما أسس الكليات، وتم تعيين المدرسين لها في مختلف التخصصات، وتم توفير الكتب الدراسية للطلاب، وجعل التعليم مجانا للجميع، واليوم المملكة العربية السعودية تجني ثمار هذا الاهتمام فهي من أقل دول العالم في الأمية وأكثرها في استخدام التقنية وفي تسجيل براءات الاختراع وتتبوأ مركزا متقدما في جودة التعليم على مستوى العالم وما زال نهر العطاء مستمرا.
إن الاحتفال باليوم الوطني هذا العام يأتي في أجواء مليئة بروح النصر والتفاؤل، فهو يأتي كل عام ليجدد للأجيال الحاضرة الدروس والعبر من قصة الكفاح التي خاضها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه ويجدد ويجسد روح الولاء للوطن، ومن الضروري الاستعانة بهذا التاريخ لبناء حاضر الوطن والتخطيط لمستقبله المزهر في ظل القيادة الحكيمة الرشيدة المتمثلة في مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الكريم الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله ورعاهما، معاهدين الله ثم القيادة باسم آلاف الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات على أن نظل أوفياء لهذا الوطن ونحميه بأرواحنا حتى نستحق الحياة فيه.
** **
د. عبد الرحمن بن سعد الحقباني - رئيس مجلس إدارة شركة المدارس المتقدمة