يأتي اليوم الوطني ليخلد ذكرى عزيزة في نفس كل مواطن سعودي، ذكرى تنمو لتكبر حباً بترابه وتخليداً لذكرى الراحل المؤسس - طيّب الله ثراه- في ذكرى الثالث والعشرين من سبتمبر، ففي مثل هذا اليوم من عام 1351هـ 1932م سجّل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة بطولية قادها المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله- وعلى مدى 31 عاماً استطاع لم شتات جزيرة العرب، واختار يوم الخميس 21 جمادى الأولى الموافق 23 سبتمبر 1932م ليكون يوماً لإعلان قيام هذا الكيان العظيم وبدأ يرسي بناه التحتية لتحقيق الرخاء لأبنائه، حيث تحققت فيما بعد معجزة حضارية قل نظيرها في العصر الحديث، ولتنطلق بذلك مسيرة الخير والنماء، بتعاقب أبناء المؤسس البررة الذي أسسوا وأرسوا قواعد التنمية في هذا الوطن والتي استمرت حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يكمل مسيرة التنمية ويعيد صياغة المستقبل لهذا الوطن برؤية طموحة يتبناها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.
لقد أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين اهتماماً بالغاً بالتعليم وأرست قواعد العلم والمعرفة في مؤسسات التعليم العالي والتعليم العام وهذا ما يؤكد حرص قادة هذه البلاد على الاستثمار في العنصر البشري والتي تعد مراهنة يراهن عليها قادة هذه البلاد بكون شباب الوطن شباباً طموحاً يتعدى موانئ لا حدود لها ويرسم خيال يتحول إلى حقيقة ليعانق عنان السماء، ولا يزال الشاب السعودي يطمح ليكون في مقدمة الركب وذلك من خلال الإنجازات التي حققها أبناؤنا في المحافل الدولية على كافة المستويات، وهذا يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح وفق رؤية وتحول وطني قادم بمستقبل واعد ومشرق وهذا ما لا يجعل مجالاً للشك بأن المملكة العربية السعودية وطن العلم والطموح والبناء والرخاء.
لا شك أن استذكار هذه المناسبة اليوم إنما هو استلهام للدروس والعبر البليغة وإننا ننظر بعين المستقبل لتحقيق رؤية المملكة 2030، وهي رؤية الوطن ورؤية الشباب الطموح بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي رسم صورة مشرقة للشباب السعودي ويقود الدفة بكل احتراف، حيث تجلّى فيه الشموخ والقوة والعزم، والذي يؤكّد حيناً بعد حين أن بناء الوطن ومقدراته والرقي به على المستوى السامي لتكون قاعدة قوية وأساساً متيناً للنهوض بكافة الجوانب التي تخدم الوطن الغالي، فلقد تجلت حكمة القائد المؤسس في اهتمامه منذ اليوم الأول لقيام الدولة بإقامة المؤسسات واهتمامه بشكل خاص بالاقتصاد باعتباره أهم ركائز إقامة الدولة في الماضي والحاضر لتكون بعد ذلك الانطلاقة السريعة في بناء المؤسسات المستمرة حتى يومنا الحاضر.
وبهذه المناسبة الغالية علينا نتقدَّم بخالص التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين وإلى سمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - بمناسبة اليوم الوطني 88 حفظ الله مملكتنا الغالية وقيادتنا الرشيدة وشعبها من كل مكروه.
** **
م. طفيل اليوسف - مدير عام العلاقات العامة والاعلام الجامعي جامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام