تَمُرُّ على وطننا الغالي، في هذا اليوم الأول من الميزان 13 محرم 1440هـ الموافق لـ 23سبتمبر 2018م، الذكرى الثامنة والثمانون لتوحيد هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية، على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - هذا الوطن الذي التف وتوحد أبناؤه في لُحمة وطنية غيَّرت وجه التاريخ في الجزيرة العربية حول راية حملت شعار التوحيد، وبنت تحت هذه الراية الخفاقة وطن عظيم يتشرف بخدمة الحرمين الشريفين، وأصبح يحتل مكانة عالمية سوف تبقى - بإذن الله - دومًا في مسار التاريخ وإنجازاته.
إن ذكرى اليوم الوطني مناسبة عظيمة نستحضر فيها جميعًا تلك التضحيات التي بذلها الآباء والأجداد، لكي نحافظ على المكتسبات العظيمة وما ننعم به من أمن وأمان ورخاء وازدهار.
في مثل هذا اليوم وقبل أكثر من ثمانية عقود حمل فيه هذا الكيان العظيم وباعتزاز وفخر اسم المملكة العربية السعودية، بعد ملحمة وطنية كبرى قادها الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله - وجمع بها شتات هذه الأرض الطاهرة ليكون وطننا الغالي بفضل الله على قواعد ثابتة ونهج راسخ، عمل على استكماله ملوك هذا الوطن: الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله - رحمهم الله جميعاً.
واليوم حققت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، عهد الحزم والعزم، إنجازات وتحولات كبرى شهد بها العالم بأسره في إشارة إلى وجه جديد لهذا الوطن حملته رؤية المملكة (2030)، والتي ينفذها سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين - حفظهم الله.
ولقد حظيت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالكثير من الدعم من القيادة - حفظها الله - وصدرت الكثير من القرارات والأوامر التي كان لها الأثر الكبير في تعزيز عملها، ومباشرتها لاختصاصاتها، وتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها.
إن توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - الدائمة لمكافحة الفساد بكل صوره وأشكاله وعدم التسامح مع الفاسدين والمحافظة على المال العام ومحاسبة المقصرين، لها أبلغ الأثر في ضمان تحقيق (رؤية المملكة 2030) التي تسعى إلى بناء شامل ومثمر لمصادر الدخل وتوظيف الإمكانات المتاحة من أجل استثمارها عبر برامج ومشروعات يسهم فيها الوطن بكل مكوناته البشرية والطبيعية، وتنعكس بشكل مباشر على المواطن السعودي، هدف التنمية الأول، وصولاً إلى التطوير، وبناء مستقبل واعد تنعم فيه الأجيال القادمة بكل استقرار وثبات.
وختامًا، فإنني أدعو الله عز وجل أن يحفظ هذا الوطن تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -، وأن يُمدهم بعونه وتوفيقه لخدمة هذا الوطن الغالي، وأن يحفظ أمنه واستقراره، وينصر جنودنا البواسل المرابطين على ثغور الوطن، وكل عام ووطننا الغالي بخير.
** ***
خالد بن عبدالمحسن المحيسن - رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد