«الجزيرة» - المحليات:

أكدت دارة الملك عبدالعزيز أنها تعمل على إنجاز مشروع عملاق يتعلق بـ(موسوعة الحج والحرمين الشريفين)، دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة الدارة في عام 1429هـ، سيكون من المشروعات العملية الكبرى، حيث يعتمد على التوثيق العلمي المتأني المعتمد على المصادر، المدعم بالوثائق والخرائط والجداول والأشكال والإحصاءات، ومؤسس على خطوات منهجية علمية.

وفي رد تلقاه رئيس التحرير من الأمين العام المساعد المشرف على إدارة المشروعات والبرامج العلمية المكلف الأستاذ عبدالرحمن بن محمد السدحان، تعقيباً على مقال الزميلة الدكتورة هيا بنت عبدالرحمن السمهري المنشور بـ»الجزيرة» بعنوان «كل عام وموسم الحج يتجلي»، قال السدحان: إن المشروع يشمل كل ما يتعلق بالحج منذ ما قبل الإسلام إلى وقتنا الحاضر، كما يتسع البعد المكاني ليشمل البحث في تقاليد الحج والحجاج من الدول الإسلامية، ليغطي أكثر من 57 دولة إسلامية، كما يشمل الأقليات الإسلامية من دول العالم.

فيما يلي تعقيب الدارة:

سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة سلمه الله..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أما بعد:

فأرجو أن تكونوا بخير, وإشارة إلى المقال المنشور في صحيفة الجزيرة يوم الأحد 19 أغسطس 2018م للأخت الدكتورة هيا بنت عبدالرحمن السمهري بعنوان (كل عام وموسم الحج يتجلى), وما تضمنه المقال من إشادة بجهود حكومة المملكة العربية السعودية في خدمة حجاج بيت الله الحرام, على جميع الأصعدة, سواء في مجال الأمن أو الصحة أو إدارة الحشود أو المشروعات العملاقة أو صناعة التنسيق بين القطاعات المختلفة لتحقيق الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن ليؤدوا نسكهم, وهو ما يعد نموذجًا فريدًا وشرفًا عظيمًا لهذه البلاد.

وما عبرت عنه بقولها في آخر المقال: «فإننا نتوق أن يكتب تاريخ الحج ومواسمه في بلادنا وفق المنهجية العلمية التي تسطرها الملاحم الخالدة في توثيق تاريخ منجزات الشعوب, وأن يسجل صوت العالم نحو جهود بلادنا في مواسم الحج كوثائق استدلال تاريخية ضمن مشروع توثيقي عملاق, ولعل (دارة الملك عبدالعزيز) تتبنى الفكرة ضمن مشروع وثائقي بحثي».

ويطيب لي ابتداءً شكر الكاتبة الفاضلة على عنايتها بالموضوع ومبادرتها الواعية وعلى ثقتها في (دارة الملك عبدالعزيز) للاضطلاع بالمشروع الذي اقترحته.

ثم أود إفادة الكاتبة الكريمة أن دارة الملك عبدالعزيز تعمل فعلاً لإنجاز مشروع (موسوعة الحج والحرمين الشريفين), وهو مشروع كبير بدأ العمل فيه منذ تدشينه من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز في 21-3-1429هـ (29-3-2008م).

وتعد الموسوعة مشروعًا من المشروعات العلمية الكبرى, وهو قائم على التوثيق العلمي المتأني المعتمد على المصادر, المدعم بالوثائق والخرائط والجداول والأشكال والإحصاءات, ومؤسس على خطوات منهجية تعتمد على إقامة ورش العمل لبناء الخطط وصياغة المحاور, ومن ثم استكتاب الباحثين وتحكيم بحوثهم وتصحيحها وصولاً إلى أفضل مستوى علمي ممكن.

ويتسع البعد الزمني للمشروع ليشمل كل ما يتعلق بالحج منذ ما قبل الإسلام إلى وقتنا الحاضر, كما يتسع بعده المكاني ليشمل البحث في تقاليد الحج والحجاج في دول العالم الإسلامي ليغطي أكثر من 57 دولة إسلامية بل ويشمل الأقليات المسلمة في دول العالم.

ويجري المشروع في مسارات متكاملة لتغطية كل ما يتعلق بالحج, حيث يرصد أحد تلك المسارات الحج عبر العصور ابتداء من فترة ما قبل الإسلام إلى وقتنا الحاضر, ويرصد مسار آخر الحج والحجاج في الدول, متتبعًا ما يتعلق بذلك من جوانب تاريخية وجغرافية واجتماعية وثقافية واقتصادية, إلى جانب مسارات أخرى تعتني بجغرافية مكة المكرمة والمدينة المنورة وتاريخهما وتوسعات الحرمين الشريفين عبر العصور إلى العصر السعودي الزاهر, وما يرتبط بالحج من أنشطة وفعاليات كالطوافة والدلالة والوكالة, كما أُفرد مسار للبحث في طرق الحج وروافدها.

وقد شارك في المشروع عشرات الباحثين من داخل المملكة وخارجها، وجرى اختيار الباحثين بعناية من بين أكفأ الأكاديميين والمهتمين, واختير لتحكيم البحوث وفحصها باحثون من بين أفضل الكفاءات العلمية من المؤرخين والجغرافيين, وأسندت أعمال الترجمة إلى متخصصين تولوا ترجمة البحوث المكتوبة باللغات المختلفة غير العربية: الإنجليزية والفرنسية والروسية والتركية والأوردية والملاوية وغيرها.

وقد مثل هذا المشروع حقلاً للتعاون العلمي البنّاء بين الباحثين في أنحاء العالم الإسلامي, تضافرت فيه الجهود وتكاملت لتنتج منه عشرات المجلدات العلمية المحكّمة, التي نتطلع إلى أن تحقق إضافة متميزة إلى تاريخ الحج والحجاج وما يتعلق بهما, وما تقدمه الدولة الرشيدة في هذا المجال من جهود جبارة مشهودة، والمشروع حاليا في مرحلة المراجعة والتحرير وسيكون إضافة علمية ورقيا وإلكترونيا.. ولكم تحياتي وتقديري.

** **

عبدالرحمن بن محمد السدحان - الأمين العام المساعد - المشرف على إدارة المشروعات والبرامج العلمية المكلف