د. خيرية السقاف
في يوم أمس, يوم الوطن تحدث الوطن, قال كلمته الضافية, الشاملة..
ولم يدع لمريب أن ينفذ قيد ثقب عن مبادئ, وقيم, وأهداف, وخطط, وتنفيذ هذه البلاد لقوانين تعارف عليها العالم للإنسان, وللروابط الدولية, ولعلاقات الجوار, لمكاسب التنمية, وتبادل المصالح, واحترام سيادات الأمم, والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة اقتصادًا, واستثمارًا, داخل الوطن, وخارجه, لم يغفل شراكة المواطن, وهمته في العمل يدًا بيد مع القادة للأخذ برؤية 2030 نحو منصات التنفيذ, ولم يغفل عن الجنود المرابطين على حدود الوطن, ولا تلك الهمم المتدفقة في شرايين الشباب..
كلمة تحمل في حروفها دلالات كبيرة, وبعيدة بكل مجازاتها الموحية بتلك الأحلام الكبيرة لوطن يريد أن يبقى عزيزًا شامخًا, متطورًا, منتجًا, وآمنًا, يتجذر في خارطة الأرض بسيادة النظام, والطموح, والعمل, والروابط, واحترام القوانين المشتركة, والحمية الناهضة المتوثبة لسيادته, وبها هذه السيادة التي تضرب في الجذر, وفي المناف لا مساس بها, لا مساس..
ثمة ما يلفت في كلمة ولي العهد الشاب الطموح, القيادي الذكي, الظاهرة النموذج الذي له سبق القضاء على الفساد, وتحريك دفة التغيير, وإيقاد عروق الشباب, وضخ المجتمع بالمشاريع والأفكار, ووضع الضوابط الحازمة لمحاربة التطرف, وصد طمي المغالاة, وتصحيح الأفكار, وإفساح الطريق للعناصر البشرية بنوعيها, وتمكين المرأة من الشراكة الفاعلة, وتفعيل الحقوق العدلية, وتسريع التنفيذ في المؤسسات الخِدَمية, والمقاضاة القانونية للإفراط, والتفريط ولو بكلمة, أو بصورة في حق الإنسان, والحيوان, والشجرة, ومجرى الماء, وفضاء الهواء..
بلى, في كلمة سموه ما يلفت بكل إشارة موجزة لجانب يتسع, أو يخص في الشؤون كلها, وأجلاها ما تطرق به عن الشأن الديني, والأخلاقي في المجتمع, حين لم يدع الظواهر التي طرأت على فئات من الناس في ضوء السماحة الدينية المتاحة, والمواكبة التي سادت مؤخرًا في ضوء الرؤية لوطن ناهض يواكب العصر, بما لا يتناقض مع الاعتدال, والوسطية التي عليها الإسلام في حقيقته, بعد الذي كان من التطرف والمغالاة ردحًا من الزمن, فأكد أن استغلال هذا الاعتدال مرفوض, وتتصدى له الأنظمة, والقوانين التي ترفض أن يتخذ أحد من الوسطية المتاحة سبيلاً للانحلال, والتخلص من ثوابت الشرع, وتجاوز القيم, وانتهاك الأخلاق الفاضلة في سلوك الأفراد, بمثل ما تتصدى القوانين بقوة لكل مغالاة, وتطرف من شأنه زعزعة الأمن, ما يجعل كلمة قائد البلاد الملك سلمان -أطال الله في عمره- نبراسًا, وقانونًا للتطبيق, وللتنفيذ حين أورد سموه كلمة القائد: «لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً, ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه, ولا مكان لمنحل يرى في حربنا للتطرف وسيلة لنشر الانحلال, واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه»..
إضافة إلى ما أكدت عليه الكلمة الضافية الوافية لسموه من أسس سواء على المستوى الوطني الداخلي, والسيادي للوطن بين الأمم, أو على مستوى دورها الإقليمي, والدولي في نشر السلام, ودعم السلم, والأمان..
بوركت يا محمد بن سلمان بوركت. وبورك الوطن, وحفظ الله «سلمان بن عبد العزيز» أبَ الوطن, وقائده.